13 سبتمبر 2025

تسجيل

العنف في المدارس..كيف نحد منه؟

21 أبريل 2011

كنا قد تناولنا في المقالين السابقين مشكلة خطيرة تهدد المجتمعات المتحضرة الراقية التي تسعى للقمة في كل المجالات ألا وهي مشكلة العنف ضد الأطفال ولعل من أهم البيئات التي اتفق الباحثون والخبراء والعاملون في مجال حماية الطفل على دورها في الحد من هذه الظاهرة هي البيئة المدرسية التي يقضي فيها الطفل جل وقته ومعظمه مع أقرانه ومع مدرسيه وسنتناول هنا الدور المفترض للبيئة المدرسية التربوية للحد من هذه الظاهرة — إن الواجب أن تكون البيئات المدرسية بيئات محفزة آمنة مثيرة للتحدي لدى الطفل فيحضر الطفل لها وهو مشتاق متولع لا خائف متوجل وهنا يقع الدور الأكبر على مديري المدارس ومديراتها لجعل بيئات مدارسهم بيئات نموذجية فهي تحفز الطالب ببرامجها التربوية المختلفة وأنشطتها اللاصفية المتنوعة فيخف الضغط النفسي على التلميذ ويتفرغ للعلم ولا غيره. — كما أن المدرس والمدرسة مسؤولان مسؤولية مباشرة عن الفصل الدراسي وتنوع طرائق التدريس المختلفة ومراقبة الطالب أكاديميا وتربويا والقرب منه نفسيا وعاطفيا فهو الأب وهي الأم وهما المربيان الفاضلان اللذان يسعيان بكل طاقاتهما لتشويق الطالب للمادة والبيئة المدرسية كما أن المعلم يجب عليه أن يكون حنونا مستشعرا مشاعر الأبوة ذات المسؤولية والأمومة ذات الحنان المتدفق وهنا تتشكل شخصية الطفل وتصبح المدرسة عنده بيته الأول لا الثاني، كما أن استشعار القدوة الحسنة وجعلها واقعا أمام الطلبة يشعرهم بأنهم أمام أنموذج يجب أن يحتذى ويقتدى به — أما الأخصائيون الاجتماعيون فهم أصحاب الأدوار الصعبة في البحث عن كل ما يحمي الطفل سواء من عنف من جانب أقرانه أو مدرسيه وهم المسؤولون مسؤولية مباشرة عن حل المشكلات العاطفية والنفسية والاجتماعية التي قد تؤدي بالطفل أن يكون ضحية للعنف أو ممارسا له ونحن هنا نوصيهم بالرفق واللين وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة لهم في التعامل مع الأطفال. — أما دور الأسرة في التواصل مع المدارس وإداراتها فهو مهم جدا ولا يكفي حضور مجلس أولياء الأمور أو الحضور المتقطع!!!! بل إن دورهم مهم وفعال في إخبار إدارة المدرسة وطاقمها بكل ما يعترض الطفل من تغيرات سلوكية ونفسية لتكون الحلقة مترابطة لا منقطعة بين العنصرين الفاعلين. • وأخيرا: الطفل نعمة من الله وهبة عظيمة من الخالق والواجب على كل الأطراف التربوية أن تعي أهمية الحفاظ على شخصية الطفل وأن توقف كل ممارسات العنف ضده مباشرة وبأسلوب يحفظ للطفل شخصيته وللمعلم كرامته. [email protected]