18 سبتمبر 2025

تسجيل

المعلم أب بمواصفات خارقة

21 مارس 2022

هانت نظرة المجتمع وضاقت في عصرنا هذا تجاه أسمى المهن التي قد ينشغل الانسان بها، بل أصبحت النظرة لمن يعمل بها أنه اقل مكانة اجتماعية من سواه بل واقل درجة مهنية وظيفية، وانا هنا أعطيت هذه المهنة اسما مختلفا بتسميتها ام المهن فهي التي يتفرع منها العديد من المهن الأساسية، والتي لا يمكن ان يستغني عنها أي مجتمع من المجتمعات، ألا وهي مهنة الأنبياء مهنة المعلم. فمن خلال التعليم الذي يقوده المعلم يصل المتعلم الى درجة تمكنه من امتهان المهنة التي طالما حلم بها ويبقى يتعلم على يد مختصون حتى يصل الى الدرجة التي تخوله ان يعمل هو كمعلم في تخصصه، حيث يصبح هو من أهل الخبرة التي توجب عليه نقلها الى الاخرين ليستفيدوا منها ولتستمر عجلة الحياة في الدوران بالشكل الصحيح دون خلل قد يصيبها ويفقدها عنصرا مهما لبقائها مستمرة في ادائها ولكن مجتمعنا اليوم لم يعد كالمجتمع في السابق الذي ينظر الى المعلم على انه صاحب فضل على أبنائه الطلاب من خلال تعليمهم منذ المراحل الأساسية الأولى لهم الى ان يصلوا للمراحل التي قد يتخرجون منها بشكل يمكنهم من الانخراط في الحياة بكل تفاصيلها ومواجهة صعوباتها، فلقد كان ينظر الى المعلم على انه اب اخر يقوم على تربية أبنائه داخل اسوار المدرسة وتكون له مهابته داخل المدرسة وخارجها، وكل ذلك اندثر مع التطور والسرعة الحادثة اليوم في مجتمعاتنا ظننا منا ان كل شيء يجب ان يتغير ولكن للأسف جزء من هذا الظن قد يكون صحيحا ولكن ليس بالصورة التي وصلنا اليها اليوم، فالمعلم منزوع الصلاحيات ولا يستطيع ان يستخدم سلطته كأب ومعلم لأبنائه بل هو مقيد تمام التقييد ومثقل بمهام واعباء لا يمكن ان يتحملها احد بل اضطررناه الى ان يحقق مكاسب وهمية من نسج الخيال تصاغ على شكل نتائج ورقية لا تعكس الواقع الحقيقي لما يقوم به او ما يحققه مع أبنائه بل ابقيناه رهينة للأعباء الورقية التي يجب عليه ان ينهيها ويسلمها في فترات وأوقات قد يكون أبنائه الطلبة هم احوج له من إبقاء تلك الاوقات حكرا على العمل الورقي بكتابة تأملات وصحف تفكر يعيد صياغتها ويجود لغتها تجنبا لعقاب قد يقع عليه ممن طلب تسليمها له واعباء خارج مهام المعلم التدريسية ومناوبات شبه يومية، ناهيك عن تحميله مسؤولية تحصيل الطلاب الاكاديمي والذي يجب ان يسجل ارتفاعا مستمرا حتى وان كان بسبل لا تخدم العملية التعليمية الحقيقية، دون النظر الى ان العملية التعليمية لا تقع على عاتق المعلم وحده بل هي عملية تكاملية مشتركة بين المدرسة والمنزل، بين المعلم والوالدين، الا ان البعض ينظر الى المعلم على انه المسؤول المسؤولية التامة عن الطالب داخل المدرسة وخارجها لدرجة انه يجب ان يتأكد من ان الطالب قام بحل تكاليفه المنزلية وكأن المسؤولية لا تقع على عاتق الأهالي بمتابعة أبنائهم، والتأكد من المامهم بالمقرر الدراسي وبحل تكاليفه المنزلية ولعله يغيب عن أذهان البعض ان المعلم والمعلمة هم بأنفسهم اباء لأبناء مسجلين في مدارس يجب عليهم ان يتابعوهم أيضا وكيف للبعض ان يحكم على المعلم بأنه مقصر على الرغم من ان لديهم عددا قليلا من الأبناء في منازلهم بينما المعلم مسؤول عن شعب متعددة في كل شعبة لا يقل عن خمسة عشر طالبا تقريبا فهل الاب المعلم الخارق قادر على أداء كل تلك المهام بالإضافة الى عمله الأساسي وتحمل المحاسبة على أي تقصير قد يقع منه ولو بشكل غير مقصود، يجب على الجميع ان يقف اجلالا واحتراما للمعلم والمعلمة لما يقومون به من جهود مع أبنائنا، كما أتمنى ان تخفف الأعباء عليهم ليتسنى لهم إيصال رسالة العلم فالأمر مرتبط بمستقبل أبنائنا وبنائهم المعرفي الذي يوجب ان نوليه اهتماما اكبر بحرصنا على المعلم وجودة ادائه التدريسي وليس الإداري والورقي المكتبي فكل ما اثقلنا على المعلم المهام الخارجة عن عمله الأساسي قل اداؤه وعطاؤه، ولعلي هنا أعطيت مقالي هذا اسم المعلم اب بمواصفات خارقة مع علمي بأن المعلمة ام اكثر ارهاقا وتعب بتحمل أعباء اكثر من المعلم الأب بإدارة أمور ابنائها ومنزلها. [email protected]