18 سبتمبر 2025

تسجيل

مونديال المحافظة على القيم

20 نوفمبر 2022

تتوجه الأنظار خلال هذه الأيام إلى حلم وطني يداعب خيال كل مواطن قطري وعربي قد تجاوز عمره الاحد عشر عاما وها هو اليوم بدأت ثماره تنضج وتأتي أكلها بعد كل تلك السنوات التي عمل بها رجالات الوطن دابا لإخراج وطنهم بأبهى حلة له وبصورة تعكس مدى الإصرار للوصول الى قمة المنافسة العالمية في القدرة على الاستضافة والاستعداد والتهيئة لاستقبال الجماهير الغفيرة من شتى بقاع الأرض حاملين معهم ثقافاتهم المختلفة المتنوعة ليكونوا جميعا ضيوفًا اعزاء مقدرين على ارض قطر التي عرفت لدى القاصي والداني بمدى تسامحها واحترامها لكل من يعيش على ارضها وعلى الرغم من وجود العديد من الاختلافات والتنوعات سواء الدينية او الثقافية او الاجتماعية الا انها منحت الجميع الفرصة في ان يكونوا جميعا على حد سواء في حق الاستمتاع بمونديال اتسم بميزات عديدة من الصعب تكرارها حيث انها تقام على ارض خليجية عربية مسلمة لتبرهن للعالم ان العرب على اتم الاستعداد لتنظيم المناسبات العالمية المختلفة واظهارها بصورة مشرفة وهنا يجب على جميع من يعيش على ارض قطر سواء كان من أبناء الوطن او من هم يعملون على ارضها قبل بدء بطولة كأس العالم وسيبقى بها بعده باختلاف المدد انه يتوجب عليهم ان يضعوا في الحسبان ان هذه البطولة ستحل كضيف يبحث عن من يكرمه ويقدمه بصورة تليق به وهي ما تنافس عليه الجميع لاستضافته من قبلهم او من يخطط لاستضافته في المستقبل فعلينا ان نريهم الجانب الراقي من التعامل والذي من شأنه ان يعكس عاداتنا وتقاليدنا العربية الاصيلة والمستمدة من الدين الإسلامي الحنيف مهما بدر من ضيفنا ذلك او حتى ممن اتى في معيته خلال تلك الفترة التي ستمر بإذن الله تعالى وسيكون حديثا طويلا عريقا يحسب لدولة قطر العربية الاسلامية وشعبها تتداوله الأجيال القادمة وهذا الموقف يحتم علينا ان نتكاتف وان نكون حريصين كل الحرص على ان لا ننجر خلف ما يدور من احاديث ومغالطات تدور في أروقة المجالس او حتى الاعلام بل علينا النظر الى الجانب المشرق من هذا المونديال الذي لن يتكرر مرة أخرى فمهما راينا او سمعنا من مواقف تتعارض مع قيمنا او اخلاقنا علينا ان لا نكون نحن من يقوم بدور الجهات المعنية في مواجهتها بل يجب ان نتعاون فقط في حدود المسموح في ان لا تتفاقم او تزيد الامر سوءا وهنا يتوجب علينا ان نتحمل مسؤوليتنا تجاه أبنائنا من حيث زيادة التوعية والتذكير ان هذا الفترة ليست فترة للانسلاخ من الدين او العادات والتقاليد او القيم الأخلاقية والاجتماعية بل هي فرصة ثمينة لإنجاز يتوجب علينا اظهاره بأبهى حلة له وان نكون في استقبال ذلك الضيف المرموق الذي شغف العالم بحبه فعلينا ان نستقبله بحفاوة ونودعه بها دون ان نتأثر بسلبيات ما اتى به هو او من اتى ضيفا على شرفه.