14 سبتمبر 2025
تسجيلجاءت إقالة رئيس الوزراء الليبي علي زيدان من قبل المؤتمر الوطني العام "البرلمان"، منذ أيام على خلفية القلاقل الأمنية التي تعيشها البلاد، خاصة ما يتعلق بواقعة ناقلة النفط الكورية الشمالية التي حملت شحنة من ميناء السدرة، إلى خارج المياه الإقليمية الليبية رغم تأكيدات الحكومة بسيطرتها على الموقف ومنعها الناقلة من الخروج بعيدا عن الميناء.وكانت تلك الحادثة هي القشة التي قصمت ظهر بعير رئيس الوزراء الذي فشل في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه البلاد، بدءًا من محاولات ودعوات الانفصال في شرق ليبيا في مناطق بنغازي ودرنة، مرورا بسقوط قواعد عسكرية تحت سيطرة فلول النظام السابق، وصولا إلى سيطرة المسلحين على موانئ نفطية ومحاولة تصدير النفط منها بشكل مستقل عن الحكومة، كما حدث في ميناء السدرة.ولم يكتف البرلمان بإقالة زيدان بل قام بإصدار أمر من النائب العام بمنعه من السفر للتحقيق معه في قضايا فساد مالي وسياسي بعد ورود معلومات عن صلات جمعته بالمجموعات المسلحة التي تستهدف أمن البلاد منذ أغسطس الماضي. لكن رئيس الوزراء المقال استطاع الهرب بالفعل عبر طائرة حطت في مالطا قبل توجهها إلى ألمانيا.وعين البرلمان بدلا منه وزير الدفاع عبد الله الثني كرئيس وزراء مؤقت، مع إعطائه صلاحيات واسعة من أجل القضاء على حالة الانفلات الأمني التي تسود البلاد، حيث أكد رئيس البرلمان نوري أبو سهمين أن "البرلمان سيدعمه ولن يعرقل عمله"، وهو دعم يحتاجه رئيس الوزراء الجديد في مواجهة قضايا وأزمات صعبة أبرزها ضبط إيقاع الموانئ وانتشار السلاح وتفشي تجارة النفط خارج سيطرة الحكومة ورغبة الميليشيات المسلحة في مدينة الزنتان الموالية للتيارات الليبرالية والداعمة لرئيس الوزراء السابق والباحثة كذلك عن حكم ذاتي في شرق ليبيا.ولعل هذا ما دفع "عبدالله الثني" إلى توجيه دعوة مصالحة وحوار مع جميع الأطراف للخروج من هذه الأزمات، حيث أكد أن "الحكومة جادة في فتح باب الحوار مع جميع الأطراف من أجل لملمة الوضع وتوفير الأمن"، مضيفا أنه "على العقلاء ونشطاء المجتمع المدني في برقة تحديد مكان للحوار ونحن سننتقل إليهم على الفور لبدء الحوار وإنهاء الأزمات على طاولة واحدة".والسؤال: هل سينجح رئيس الحكومة الجديد فيما فشل فيه من سبقه؟ من المؤكد أن تغيير رئيس الحكومة سيكون أحد العوامل التي تدفع باتجاه حل المشاكل، لكن هناك عوامل أخرى مهمة بعضها داخلي وبعضها الآخر خارجي ستحدد بشكل كبير مدى القدرة على نجاح الرجل أو فشله.العوامل الداخلية أبرزها حل قضية الانتخابات المبكرة ومشاركة كل الشرائح في السلطة، فضلا عن التوزيع العادل للثروة. أما العوامل الخارجية فتتعلق بدور القوى الإقليمية والدولية، خاصة بعد وصول معلومات تفيد بضلوع بعض هذه القوى في القلاقل الأمنية التي تشهدها البلاد وأهمها المحاولة الانقلابية الفاشلة منذ أسابيع.