14 سبتمبر 2025

تسجيل

لا صلح إلا بصلاح الإصلاح

21 مارس 2012

في جولة وصفها المراقبون بأنها جولة لتنقية الأجواء يفكر السيد نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية بشد رحاله إلى بعض دول المنطقة لتقريب وجهات النظر لا سيما أن القمة العربية المقرر عقدها في العراق الآن تتطلب أن يأتي الجميع بقلوب بيضاء لا يملؤها الزعل ولا يعكر صفوها أية شوائب من خلافات عالقة يمكن أن تدمر ما تنوي حكوماتنا العربية (إعلانه) وليس تنفيذه بأي حال من الأحوال!.. المهم انه يمكن لأي شيء بهذا الكون أن يستقيم وأن يجد العالم حلولاً للمشاكل التي صاحبت (الربيع العربي) لكن أن تنتهي الخلافات العربية — العربية وتصفو النفوس فهذه من المسائل التي لايزال علماء وخبراء علم النفس يبحثون فيها وقد انتحر معظمهم معلناً فشله!!.. فقد أثبتت سنوات العلاقات العربية — العربية ان الخلافات فاكهة هذه العلاقات وانها في حال عدم وجودها يقوم الخلاف على ذلك!!.. فالخلافات التي زعم الإعلام العربي ان قمة الكويت الاقتصادية التي جرت في بداية عام 2009 الماضي قد وأدتها وقطعت جذورها لا يمكن أن يكون قد حصل ذلك بالفعل باعتبار ان (الهواش) العربي — العربي الأكسجين الذي تتنفسه الرئة المشتركة للدول العربية ومن غيره يمكن للاختناق أن يصيبها فنفقد العضو الاخير من هيكل أمتنا بعد أن قامت حكوماتنا — مشكورة — بالتبرع بباقي أعضائها لأمريكا وإسرائيل وأجزاء لأوروبا!!. نعم يا نبيل.. لك أن ترتاح وتوفر ثمن الديزل الذي ستتزود به طائرتك الخاصة التي ما فتئت تتمسك بأرضها وقبل أن تضيق بها الأجواء العربية على أمل أن يتحقق الصلح العربي يوماً من الأيام.. فعلى ما يبدو ان بعض الدول تجد في خلافها مع البعض الآخر خلافات أخوية أشبه (بلعب العيال) الذي لا يتطلب من الجميع أن يهتم به فصفعة من هنا ولكمة من هناك وضربة تحت الحزام وأخرى فوقه وينتهي الخلاف بابتسامات مصطنعة أمام العيون المتتبعة لسير هذه (المصارعة) التي وإن غفلت عنها كاميرات الرصد الإعلامية فإن عين الله التي لا تنام تفضح ما وراء الكواليس وتجعل من الصغير خبيراً محنكاً في السياسة العربية قبل أن يتفاخر الكبير بتفوقه في ذلك!.. فأي مسلسل عربي يتم تجهيز السيناريو الجديد له قبيل عقد قمة العراق بعد أن أكدت التجارب انه لا صلح يمكن أن يكون ما لم ينتزع (الكبار) مصالحهم الشخصية من قلوبهم ولن يكون هناك وفاق ما لم يكن التوجه نحو مصلحة الشعوب هو الأول في جدول أعمال سياستهم!.. ولذا دعوني أوجه نداءً إلى الجامعة وغيرها من الدول العربية ألا تعطي لمسألة الوفاق وتصفية القلوب اهتماماً يذكر.. دعوا شعارات الدم العربي الواحد والمصير المشترك وما يجمعنا هو الدين واللغة والتاريخ.. دعوا كل هذا الهراء الذي حفلت مناهجنا الدراسية وهي تحاول تعبئة أدمغتنا به منذ الخطوات الأولى لتعليمنا.. اتركوا عنكم اننا وطن من الخليج إلى المحيط وبالعكس.. فكروا بأنفسكم.. فكروا بتمجيد أسمائكم على صفحات التاريخ وتذكروا ان هتلر رغم جبروته ونازيته فإنه سطّر اسمه ولاتزال سيرته حية في ألمانيا وفي العالم بأسره.. اكتبوا أسماءكم بالذهب الذي كلما قدُم زاد ثمنه وارتقت قيمته.. ما لكم ولهذه الشعوب الغبية التي ما انفكت تدعو للوحدة ولم الشمل والهتاف بالقومية العربية؟.. ارموا تاريخ جمال عبدالناصر فذكراه باقية ليس لعروبته (الأصيلة) ولكن لأنه كان العربي الوحيد المختلف بينكم ولذا لا تتشبهوا به فتصبحوا نسخاً مقلدة فتضيّعكم ذاكرتنا الضيقة!!.. فلتكن مصالحكم أولاً وما بعدها الطوفان.. من قال إننا نريد لهذه أن تتصالح مع تلك أو أن تتغطى السماء العربية بسحب بيضاء.. لااااااا هذا المنظر لم نعد نتذكره إلا عقب كل بيان ختامي لأي قمة عربية يتوجب على القائمين بها الاصطفاف لأخذ صورة مشتركة تعكس مدى الوفاق الذي ترسمه الابتسامات الواسعة.. حسناً.. نحن نريد معارك وخلافات ومؤامرات وبيعا مظلما في الأسواق السوداء كما نود أن تنتعش تجارة النخاسة العربية في الشعوب وتقديم المصالح وما إلى ذلك من (الإرهاب) الذي لا يعرفه غيرنا!!...فلربما تأتي هذه الدعوة بعكسها!.. هل يبدو كلامي واضحاً مفهوماً وبليغاً بدون ضمٍّ أو فتحٍ أو كسر؟!!. هل يمكنني القول بصيغة المفرد وأصرخ... تعبت ياااااا عرب؟.. تعبت منكم ومن استخفافكم بي كمواطنة عربية يسهل عليكم خداعها.. تعبت منك يا مفرقة الأمم وليست جامعتها من الإعلان عن جهودك التي تذهب فائدتها أدراج الرياح.. تعبت من الإعلان في كل مرة (تحقق الصلح وساد الوئام وجرى الوفاق) والواقع ان (ما تحقق هو الخلاف وما ساد هو الفرقة وما جرى هو الخناق)!!.. (لا يمكن أن يصلح صلحكم حتى صلاحكم بإصلاحكم)!.. هل ترى يا نبيل؟ جملة عربية بسيطة لكنك ستحتاج مرات عديدة لتقرأها ومرات أكثر لتفهمها لكنك بالتأكيد ستحتاج لمرة واحدة فقط لتتجاهلها وتستمر بجولتك!.. وفقك الله يا نبيل الذي أجد توافقاً بين اسم عائلتك الكريمة وبين هويتنا العربية أيضاً!. فاصلة أخيرة: لقد تعودنا على هواننا.. ماذا من الإنسان يبقى... حين يعتاد الهوان؟!