18 سبتمبر 2025
تسجيلربما تكون هذه المرة الأولى التى احتار فيها من تدخل قوات أجنبية فى شأن عربى أو أن تكون أى أرض عربية سداحاً مداحاً للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالذات وهما الأشهر فى اعلان الحروب وشن قواتها الحربية عليها كما يحدث الآن فى ليبيا حيث جاء القرار سريعاً بالتدخل العسكرى ضد كتائب القذافى التى كانت على وشك استعادة بنغازى المحاصرة بعد أكثر من شهر مارس فيها المخبول معمر القذافى وسرايا أبنائه العسكرية أقسى صنوف القتل والتنكيل بالشعب المتظاهر بالطرق السلمية وذلك بسبب ما شهدناه وشاهدناه من وحشية وارهاب هذا الشخص المهووس بالسلطة والمخدوع بتاريخه الثورى الذى ان كان شفيعاً له فى حكمه الذى امتد لأكثر من أربعين عاماً فانه الآن بات وبالاً عليه باستمراره حاكماً لا يرغب به الشعب برمته الذى تعرض منذ باكورة انتفاضته للقصف الجوى ونيران المدرعات والقذائف الصاروخية فى منظر لا يمكن أن يصدقه عقل ولا يتحمله قلب وكأنها لعبة من لعب (البلاى ستيشن) الحربية التى تأسر ألباب الأطفال ولهذا كانت هذه الحيرة التى تعصف بجنبات نفسى مع أو ضد ما بدأت أمريكا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا وبعض الدول العربية والخليجية صنعه بالفعل على أرض ليبيا بهدف تعجيز واصابة قدرة القذافى العسكرية بالشلل التام من مهاجمة أهل بنغازى واعادة ضمها لحظيرته الموبوءة بدستوره وأفكاره التى ضمها فى كتابه الأسود فالظاهر يقول ان هذا التصرف جاء بعد أن بلغ سيل الدماء البريئة الزبى العالية وبات ايقاف القذافى عند حده المطلب القهرى لنا كشعوب عربية ترى شعباً شقيقاً يُفنى على بكرة أبيه وكل من حوله هادئ ساكن يتأسف ويحوقل ولا يحرك ساكناً ومن ناحية أخرى فاننى أأسف على رخص الأراضى العربية وكيف يستعجل مجلس الأمن فى اتخاذ قرارات استخدام القوة عليها بعد حسبة بسيطة تحصى كم الخسارة وكم هو حجم المكاسب التى ستأتى من وراء هذا القرار الذى يستبيح الأرض والعرض العربى بكل سهولة بينما يتملك هذا المجلس الجبن والخوف من اصدار أى قرار عادل حازم جازم ضد العدو الاسرائيلى الذى يجثم على قلوب الفلسطينيين منذ أكثر من نصف قرن من الزمان ويكيل فيهم قتلاً وتعذيباً وأسراً وحصاراً ومجازر تسيل دماء شهدائها أنهاراً ولا يجدون من مجلس الأمن سوى الدعوات الهزيلة بوقف (العنف) والعودة الى طاولة المفاوضات واحياء عملية الاستسلام أو السلام لا يهم فالمعنى واحد أو يتجاهل من الأساس سياسة اسرائيل غير الانسانية ضد شعب فلسطين الأعزل وهذا يؤكد بالطبع ان البلاوى الملحدة الأمريكية تلعب بقرارات هذه المظلة الدولية أو المفترض أن تكون دولية وتمرر لها قرارات الحرب أو العقوبات أو أى قرار يمكن أن يخدم مصلحة واشنطن فى أى بقعة كانت فى العالم ولعل ليبيا المعقل النفطى الثرى هو ما جعل أمريكا تعجل باستخدام القوة العسكرية بعد مماطلة استمرت ثمانية أيام منذ بدء الثورة الشعبية فى طرابلس من قبل أوباما لم يعلن فيها موقف بلاده من ارهاب القذافى ضد شعبه الأعزل وكأنه أراد أن يرى كفة الرابح من هذه الانتفاضة وليفضل خيار الشعب فى النهاية ويأتى قرار الحرب سريعاً!.. لعل هذه هى الحيرة التى أجد نفسى واقعة بينها فى استباحة أرض ليبيا العربية وبين الجام جبروت القذافى الذى خلف من القتلى المشوهين والجرحى المعاهين ما يفوق الضمير الحى أن يتحمل عده فمن ينتشلنى وغيرى من هذه الحيرة التى ألمح فيها تناقض الغرب ومزاجية مجلس الأمن ومحاولة تفهم أن تشارك قطر وغيرها من الدول العربية فى هذه الغارات الضرورية (لتحرير) ليبيا من جنون القذافى وزمرته الحاكمة رغم ثقتى بأن لكل هذا ثمنا باهظا فهناك الروح الليبية البريئة التى ستزهق دون اثم ارتكبته وهناك مصالح النفط التى تحث واشنطن ولندن على استعجال الخطى قبل أن يفجر هذا المجنون المزيد من أنابيب النفط ويحرق آبار البترول ويعطل مصالح الغرب والخشية الأكبر من أن يجعل الأمريكيون من ليبيا عراقاً أخرى يمتصون قوْتها ويفقدونها قوَتها بالاضافة الى رغبة باريس الكبيرة فى حفظ ماء وجهها بعد اعلانها المبكر بعدم شرعية حكم القذافى والاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى التى شكلته الثورة بعد السيطرة على بنغازى والزاوية والمدن المحيطة بطرابلس العاصمة ثم قلب الطاولة وسيطرة كتائب الجيش الموالية للقذافى على هذه المدن واقتراب الأخير من فرض سيطرة قواته وخروج فرنسا المخزى من هذا الرهان ولذا لكل مصلحته من وراء هذا التدخل العسكرى الذى يسعى القائمون عليه الى القضاء على قوة الحكومة الحالية وتعزيز موقف الثوار فى التخلص من نظامهم المستبد وعليه فاننى التمس لنفسى العذر من حالة السلم والمهادنة التى تمتلكنى من ناحية التدخل الدولى فى الشأن الليبى لسبب بسيط واحد وهو ان العرب انكفأوا على أنفسهم فلم يحركوا جانباً ينتفض لأجل الدم الليبى المستباح واكتفوا بشجب ما يحدث بينما وقفت الجامعة العربية موقف أصنام قريش البائدة بعد أن انشغل أمينها العام عمرو موسى برسم خطة ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية ودراسة أسماء بديلة لمنصبه الحالى التى من بينها رئيس الحكومة العراقية الحالية نورى المالكى أعاذنا الله من شر تنصيبه أميناً غير مؤتمن على مصالح الأمة العربية بأسرها بعد فشله الذريع فى تأمين أمان دولته!.. سامحونى فقد زادت الحيرة بى وغدا الشيب يرسم خريطة الطريق الى رأسى من شدة ما أفكر به.. سحقاً لك أيها القذافى كرهتك وأحببتُ شعبك ومقتُ الغرب ورضيتُ بحكمهم!..فمن ينتشلنى من عذاب حيرتى وغيرتي؟!.. يا للكارثة!. فاصلة أخيرة: حمى الله صقور قطر من كل شر يتربص بهم ومن كل سوء يحيك خططه السوداء حولهم وكتب لهم العودة الميمونة السالمة وأقر بهم عيون من تسعد المقل لرؤياهم والقلب لوجودهم.. حمى الله قطر وحاميها.