08 نوفمبر 2025

تسجيل

سلامات يا حج معمَّر

21 فبراير 2011

القذافي.. وما أدراك ما القذافي!..فحين يطل هذا "الرجل" تعلم أنك قد تضحك أو تمد يدك إلى جبينك مروراً بأنفك وتتمتم "الحمدلله والشكر"!!..اليوم يقوم هذا "الرئيس" الذي عاش معظم حياته متوسطاً خيامه الرحالة وجيش المجندات الكوبيات حوله "بقتل" شعبه رغم مزاعمه بأن لا مانع لديه للمتظاهرين أن يطالبوا بإسقاط حكومته بل وزاد به "التنكيت" أن يعلن نزوله شخصياً مع شعبه لنفس المطلب وهو إسقاط حكومته!!..حسناً لا يبدو ان الموقف يتحمل من ظرافة فخامته أكثر مما هو حاصل الآن فقتل ما يزيد على ثمانين شخصاً في ثلاثة أيام هي عمر انتفاضة مدينة بنغازي الليبية وباقي المدن هو الجريمة التي لا تغتفر "لكتائب القذافي الخاصة" التي تعمل على قتل المتظاهرين والتنكيل بهم رغم الخروج السلمي الذي يطالب "بالحرية" التي كان القذافي يتغنى بها على أرضه وإن بساطته في سكن الخيام هي في الحقيقة معايشة واقعية لمعاناة المواطن الليبي الذي يمكن أن يكون مفترشاً العراء بينما شعوره بأن حاكمه يسكن القصور المذهبة!!..ما قصة هذا الرجل؟!..ففي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ألقاها باللغة العربية أراد أن يعزز ثقافته بإدراج قول " إن ما يحدث يزيد الطين بله" ليتوقف فجأة ويحمل جهاز الترجمة الفورية ليتأكد من قدرة المترجم على ترجمة كلمات " يزيد الطين بله" وكأنه يحاضر في روضة أطفال ويبدو حريصاً على إيصال ما يقول بحرفية واحترافية!!.. والآن تسقط الأقنعة ويظهر ان من سكن الخيام قد تطبع بطباع أهل البادية الخشنة وان القلوب يمكن أن تقسى حينما تكون هذه الخيام قصوراً من قماش تحيطها قوات أمن خاصة وسرب غريب من النساء الغليظات يحمين الرئيس الذي يبدو مثل شهريار عصره تحيطه الجواري والحسان ويأمن لوجودهن حوله!.. اليوم يثبت القذافي إنه كان يمثل الفراغ بين أبناء شعبه وإن خطبه التي كانت تمثل ديمقراطيته ما هي إلا ساتر شفاف لم يستطع يوماً أن يجمل هذه الديمقراطية المزعومة وإن الدم الليبي يبدو هيناً وسهلاً ومستباحاً مادام سكن الخيام الفاخرة سيكون المطلب الأول والأكبر للزعيم!.. اليوم تظهر ليبيا بأنها بلد يرزح تحت جمرات الويل والظلم والكبت والقمع وإن كلمات القذافي التي كانت تطلق قذائفها في القمم العربية في تصوير باقي الحكومات على إنها حكومات متخلفة وإنه - حفظه الله - يحمل فكراً نيراً لا سيما بعد سقوط بغداد وإظهار ديكتاتورية صدام حسين على إنها الوبال الذي جره صدام على نفسه وإنه لو اتخذ من شخص القذافي قدوة لكان الرئيس العراقي على رأس سلطته ولما كان للوجود الأميركي أي وجود يذكر ولما حدث ما حدث في بلد الرشيد فأين القذافي اليوم مما "صدع به رؤوسنا" آنذاك وأمام كم الشهداء الذين تقتلهم قوات الأمن الحكومية بإيعاز وإشراف من حكومة القذافي نفسه؟!.. أين هو من الرحمة التي كان يدعو لها في خطبه ويدغدغ بها مشاعر الملايين من الشعوب العربية التي تمنت لو خلقها الله ليبية تنعم بحكم هذا الرجل؟!.. لِمَ الاستغراب وقد مارس المخلوع حسني مبارك نفس اللعبة وبنفس السيناريو وكان الناصح الأمين لصدام حسين في أن يستقيل ويتنحى حقناً لدماء شعبه قبل دخول الأميركان وثورة شعبه ليلقى نفس الظروف ويعاند ويرفض أن يتخلى عن سلطة مصر المحروسة حتى أسقطته الملايين ولم تتذكر له حسنة واحدة فعلها الرئيس لها وليدفن التاريخ هذه الحقبة المؤلمة لشعب مصر الجبار؟!.. لِمَ الاستغراب وعلامات التعجب إن كانت القصة بدأت من صدام حسين ومرت بشائرها على حسني مبارك وتهز نخل القذافي المستظل تحته وتنذر باقي الرؤساء العرب في اليمن والمغرب والجزائر والبحرين بأنها لن تقف ولن تمنعها جدران القصور ولا ثقوب الخيام من مواصلة رحلتها الناجحة في قلب كراسي الحكم فلم يتعلم أحد من درس صدام وكان مدعياً للحكمة فاقداً للذكاء؟!.. ولكني مصممة على القول إن "القذافي" لم يضاهِ حكمته أحد لكنه تفوق في مهارة البلادة على أي أحد!. فاصلة أخيرة: سأعيش.. من قال إنه لا يمكن أن أعيش حتى أرى القمة العربية القادمة وقد باتت قمة تعارف لا تخالف؟!.. وحده سبحانه وتعالى يعلم بأنني سأشهد هذه القمة أو شهيدة لها!.