14 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة النّجاح

21 يناير 2019

هل الموهبة وحدها كافية لصنع النّجاح الكبير والاختلاف المتميز؟ أم الذّكاء الخارق هو الكفيل الحقيقي لإنجاز الطّفرة العالمية ؟! هناك آلاف الكتب التي تتحدثُ عن النّجاح وكيف يتم تحقيقه، وهناك ملايين الرّسائل التي قد تصادفك في حياتك وتخبرك عن السّر الحقيقي وراء النّجاح المستمر، وهذا يتطلب منك أن تبقى يقظًّا باستمرار. من خلال قراءاتي وبعض تجاربي وجدت أنّ للنجاح المستمر قواعد أساسية تضمن لك نجاحًا مستدامًا، فمن المهم جدًا أن تربط نجاحك بالخير، اعقد النية أن يكون استثمار موهبتك أو نجاحك مصدرًا لإسعاد الآخرين ونفعهم، ربما يتبادر إلى ذهنك لا يهمّ إسعاد الآخر طالما كنت سعيدًا، أو نجاحي ليس مشروطًا بالآخر! ولكن هذا النّوع من النّجاح لا يحقق سوى نجاح كئيب لن تستمع به طالما هو داخل أسوارك فقط، ومن هنا فقط تستطيع البدء بتطوير استراتيجياتك وتكتيكاتك، فهذا التّطوير يعدُّ العامل الأساسي لحماية أهدافك وتثبيتها نصب عينيك، وهناك فرق بين الاثنين، فالاستراتيجية خطة طويلة الأمد لتحقيق هدف كبير بينما التّكتيكات هي الخطط المفصلة المصمّمة لإنجاح هذه الاستراتيجية، و نحن غالبًا ما نصممُ التّكتيكات وتصدمنا بعض العقبات أو المواقف المفاجئة التي من خلالها نغير ونطوّر من هذه التّكتيكات. كما يجبُ عليك انتهاز الفرص على الفور، يقول ريوهو أوكاوا قائد ومؤسس مجموعة العلم السّعيد: « يستطيع ذوو البصيرة النّافذة إدراك مجيء الفرصة عندما توشك أن تقترب منهم، ويلاحظها الأشخاص العاديون عندما تصل، والفئة الأخيرة تدركها بعد ثلاث إلى عشر سنوات من مرورها «، لذلك كن مستعدًا على الدّوام ! اختر مطورًا شخصيًا يدير نجاحك أو احط نفسك بأشخاص عظماء للاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم، تحقيق النّجاح مع الإرادة القوية سيتم بإذن الله تعالى إلا أن إدارة هذا النّجاح هي المرحلة التي تضمن لك استمراريته وتطويره.. لذلك اختر الشّخص المناسب الذي يسندك! ومن هنا تأتي قيمة التأكيد على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة، فهذه القاعدة لها علاقة كبيرة في تعدّد فرص نجاحك وإبرازه للآخرين، النّجاح مصدره ليس أنت وحدك، بل هو دعم من الآخرين لك! هذا الدّعم سيدفعك إلى تطوير مهارة الحماس، فالافتقار إليه يؤدي إلى التّخشب والفتور، إلى توديع كل الطّاقات الموجودة بداخلك حتى يعتاد ذهنك وجسدك على البقاء جامدًا مستلقيًا، الحماس هو من يدفعك إلى الازدهار، وتأكد أنّ الذّكاء وحده ليس كافيًا لتحقيق النّجاح المستمر! فهذا الفيلسوف اليوناني سقراط قد كان فائق الذّكاء إلا أنّ هذا وحده لم يجعله شخصية تاريخية رائدة، بل حماسه المتّقد هو الذي رسّخ اسمه في الأذهان. جميعنا نؤمن بأنّ الدّنيا لا يمكن أن تخلو تمامًا من المشقة لذلك درّب نفسك على عقلية الثّبات والهدوء، لابد من أن نُسلِمَ بأنّ تجاربنا وأهدافنا لا تخرج عن هاتين المرحلتين، الفشل والنّجاح، والعقل الثّابت لا يتزعزع ويفقد التّوازن حينما يتعرض للفشل بل يستجمع قواه ليكمل مسيرته ولكن بخطوات مختلفة هذه المرة، كن واعيًا بأنّ الفشل ليس إلا بداية جديدة لنجاحٍ أعظم.. فمرحبًا بالفشل! من المهم أيضًا أن تتميز عن الآخر بخلطتك السّرية، فنحن في الواقع نحب تقليد الناجحين أو حذو نهجهم وذلك للاستفادة من خطواتهم وتجاربهم إلا أنّ اكتشاف أو ابتكار خلطتك السّرية تجعل لنجاحك نكهة خاصة مختلفة عن البقية، وهذا هو سر وجودنا في هذه الحياة، الاختلاف عن البقية بالتّميز والنّجاح المستمر، الخلطة السّرية تضمن لك نجاحًا مميزًا ومؤثرًا وعظيمًا، سارع في ابتكارها. لا يوجد شيء يسهم في تحقيق كل ما سبق ذكره كالمثابرة والصّبر، فالنّجاح لا علاقة له بقدراتك العظيمة أو حجم مهاراتك بل بمدى مثابرتك وسعيك نحو تحقيقه، نرى الكثير ممن يتمتعون بموهبة خارقة أو ذكاء حاد إلا أنّ موهبتهم دُفنت بغطاء الخوف والتقاعس! الموهبة نعمة من الله ولكنّها تحتاج إلى رعاية فائقة كي تنمو وتزهر!