13 سبتمبر 2025
تسجيلجاء في كتاب الأغاني أن رجلاً سأل ربيعة الرَّقّي وهو من موالي سُليم قائلاً: يا أبا أسامة ما الذي حملك على أن هجوت رجلاً من قومك وفضَّلت عليه رجلاً من الأزد..؟ قال ربيعة: أخبرك، أملقت، فلم يبق لي إلا داري، فرهنتها على خمسمائة درهم، ورحلت إلى أرمينية، وأعلمت يزيد بن أسيد بمكاني ومدحته، وأقمت عنده حولاً فوهب لي خمسمائة درهم، فتحملت وصرت بها إلى منزلي فلم يبق معي كبير شيء، ثم قلت لو أتيت يزيد بن حاتم، ثم حملت نفسي وجئته، فأعلمه الحاجب بمكاني، وتركني أشهراً حتى ضجرت، ثم كتبت بيتاً على رقعة وألقيت الرقعة في الدهليز وعليها:أراني ولا كفران لله راجعاًبخفي حنين من يزيد بن حاتمفوقعت الرقعة في يد الحاجب فأوصلها إلى ابن حاتم، فقرأها وبعث خلفي، وسألني الإنشاد فأنشدته فأمر بنزع خفّي وحشاهما دنانير، وأمر لي بغلمان وجوار وكساء.. والتفت ربيعة إلى الرجل الذي سأله وقال: ألا ترى لي أن أمدح هذا وأهجو ذاك؟ فقال الرجل: بلى.. ومطلع القصيدة:حلفت يميناَ غير ذي مثنويةٍيمين امرئ آلى بها غير آثملشتان ما بين اليزيدين في الندىيزيد سليم والأغر ابن حاتميزيد سليم سالم المال، والفتىأخو الأزد للأموال غير مسالمثم يقول في تعيير ابن أسيد هذا:فيا ابن أسيد لا تسام ابن حاتمفتقرع إن ساميته سن نادمهو البحر إن كلفت نفسك خوضهتهالكت في موج له متلاطمثم امتدح آل المهلب قائلاً:هم الأنف والخرطوم والناس بعدهممناسم والخرطوم فوق المناسمومما يروى عن ربيعة الرَّقّي أنه مدح ذات يوم العباس بن محمد بن علي فأعطاه على مدحه دينارين فقط، فغضب ربيعة غضباً شديداً وقال للرسول الذي جاء بالدينارين: خذ الدينارين فقد وهبتهما لك، على أن تحمل رقعتي هذه إليه فتجعلها في دوامة من حيث لا يعلم.. فأخذ الرسول الرقعة وكان فيها:مدحتك مدحة السيف المحلىلتجري في الكرام كما جريتفهبها مدحة ذهبت ضياعاًكذبت عليك فيها وافتريتفقرأ العباس الرقعة فاغتاظ وقام من وقته إلى الرشيد، فأحضر الرشيد ربيعة الرَّقّي وأعطاه ثلاثين ألف درهم وقال له: إياك أن تذكر العباس بعدها في شعرك.وسلامتكم...