13 سبتمبر 2025
تسجيللست من الذين ينوحون على اللبن المسكوب لكني أعرف نفسي جيداً وأعلم أنني قد أبكي قبل أن يسكب اللبن لاعتقادي بأن هذه الدموع المسبقة قد تفيد عوضاً عن ذرفها بعد سكبه!. وليعذرني أهل اليمن الكرام على سياق هذا الوصف على بلادهم الجميلة في تشبيهها باللبن وما عنيت غير وصفها بلونه وصفائه واحتفاظه بقوامه المتماسك وليس اللبن المسكوب الذي يفقد معه كل شيء يملكه!.لعلنا نتفق في البداية أننا (نتفرج) اليوم على ما يجري في اليمن وكأن الأمر لا يعنينا أو كأن هذا البلد يقع في قارة أخرى لا يمكن أن يمس ما يحدث فيه أمننا وحدودنا وأرضنا بل ومنظومتنا الخليجية التي يعتبر اليمن بمثابة بوابتها الجنوبية والتي هي المهددة اليوم باستباحتها واستحلالها بعد أن تم احتلالها ربما بمساعدة ومباركة بعض دول الخليج التي لم تحسبها جيداً قبل أن تُمكّن الحوثيين من الاستيلاء على أرض اليمن وتمكينهم اليوم من التحكم بها بالخطف والترهيب وقوة ونشر السلاح ولعلنا ثانية يجب أن نتفق أيضاً أن هناك مخططاً أمريكياً إسرائيلياً قد تشكل بكل حرفية وخبث لإيقاع اليمن في هذه الهوة السحيقة التي لا يعرف لها قرار بمباركة ومشاركة الإخطبوط الأكبر المتمركز في بوابتنا الشرقية والمتمثل في إيران المستفيد الأكبر من تشييع اليمن وتسليح الحوثيين والقضاء على مظاهر أهل السنة هناك وبما أننا قد اتفقنا على نقطتين حتى الآن فإنني اليوم أبرأ إلى الله أن أكون من الذين أسهموا في جريمة احتلال اليمن وتشييعه بل وما نراه اليوم من مشاهد ستحول هذا البلد إلى عراق آخر تنتشر فيه حرب مذاهب وتسال على أرضه نار طائفية لن ننجو منها لأننا مرتبطون بسلامة وعافية هذا البلد الذي أهملنا ما يجري فيه ليس من الآن فقط وإنما منذ زمن طويل دخلت اليمن فيه في صراعات كبيرة نخر سوس الفتنة في أركانها وساعدت أياد كثيرة في قلقلة أمنه وأمانه ومع هذا تنصل كثيرون من مسؤوليتهم أمام استقرار اليمن اليوم خليجيون وعرب ومجتمع دولي كاذب أسهم هو الآخر فيما يعانيه اليمنيون اليوم طبعاً بمباركة أمريكا التي عاثت في أمن وخصوصية اليمن حتى تمكن الحوثيون من احتلالها ومحاولة التمكن من الحكم الذي لا يزال شكلياً بيد رجل ضعيف الشخصية والمواقف وهو عبد ربه هادي منصور الذي قبل أن يرث تركة مهلهلة الوصال ومنهكة الجانب ويعتقد أنه المنقذ لأرض بحاجة اليوم أن ترتاح فإذا بها تغرق في وحل الفقر والأمية والخوف والبطالة أكثر فأكثر ويفقد الأمن من شوارعها ولا يجد كثيرون قوت يومه وسط شح في الغذاء والبنزين والدواء ويتحمل هو الآخر تداعيات المآسي التي يتعرض لها اليمن اليوم ولذا بات الأمل بقبائل ورجال اليمن في دحر عدوهم وعدونا ومنع المد السرطاني لمحاولة تشييع اليمن وفرض الحكم (الإيراني) عليه لأن اليمن لم تكن يوماً قوية بحكومتها لكنها أقوى بقبائلها ورجالها.. قوية لأنها يجب أن تكون الآن أقوى من أي لحظة كانت فما يحدث بات أخطر من أن يتخيله شعب اليمن وأكبر مما تستسهله حكومات الخليج التي استهانت بضمان أمن هذه البلاد التي وإن هانت على أكثرنا فقد كان يجب أن ننصر أصولنا التي نفتخر بها فيها.. حديث ذو شجون لكنه يحمل رسالة واحدة وهي إن سقطت اليمن فلا أمان بعدها!فاصلة أخيرة: في يوم القيامة سيكثر المتخاصمون وويل لظالم يشكوه مظلومه فينتصر لظلمه الله!