كيف تؤثر علاقاتك على ذبذباتك؟

هل لاحظت في يوم من الأيام وعندما قابلت "س" من الناس انك خلال ثوان معدودة شعرت بالضيق والانزعاج وقلت في نفسك "إنني لا أشعر بالراحة معه، متى تنتهي هذه المقابلة الثقيلة، لا أحب طاقته". وفي وقت آخر قابلت الشخص "ص" وشعرت بانجذاب نحوه وراحة في الحديث إليه وعندها قلت لنفسك "انني بالفعل أحب طاقته". مثل تلك الخبرات توضح لك إنك بالفعل تلتقط طاقة او ذبذبات الآخرين. فمن وافقت ذبذباته ذبذباتك شعرت بالراحة والميل نحوه والعكس صحيح وذلك مصداقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "الارواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف" او كما قال عليه السلام. اذا قمنا بقياس ذبذباتك على مقياس يتراوح ما بين الدرجة واحد والدرجة مائة؛ حيث مائة (100) تمثل درجة عالية من الذبذبات، اما واحد فيمثل درجة منخفضه جداً من الذبذبات. فمن وجهة نظرك ماهي قيمة ذبذباتك على هذا المقياس الآن؟ ولأوضح ذلك اكثر تخيل أن امامك جهاز راديو وعلى الشاشه التي توضح أهم محطاته تجد ارقام المحطات مسجلة من "صفر" وحتى "100"، حيث ان المحطات التي تحمل الارقام من "صفر" وحتى "50" هي عبارة عن محطات تتحدث بسلبية، بينما المحطات التي تقع ما بين الرقم (51) و(100) كلها محطات تتحدث بإيجابية. وذبذباتك تماثل ذبذبات الراديو — (هذا مثال توضيحي فقط ليجسد المعنى الذي اقصده) — فعندما تشعر بالفعل بمشاعر جيدة وكل شيء يسير في حياتك على ما يرام، وكل ما تريده يأتي لك بسهولة وكل انسان موجود في حياتك تشعر انه يحمل الكثير من الإيجابيات، عندها نستطيع القول إن قيمة ذبذباتك على المقياس السابق عالية جداً وربما تعادل الرقم (98) على شاشة محطات الراديو. انه رقم تقدره بشكل تلقائي. وفي ثقافتنا العربية نسمع انسان يعبر عن فرحته بقوله: "اشعر انني اطير من الفرحة" او "انني اعانق نجوم السماء" وعلى العكس قد تجد انسانا يعبر عن ثقل همومه بقوله: "اشعر انني احمل جبالاً من الهم" او "هناك نار في قلبي". والسؤال الآن: — كيف تعرف ان درجتك على مقياس الايجابية والسلبية (على الراديو الخيالي الذي افترضناه) انها تعادل %98؟، انك تعرف ذلك من خلال المشاعر التي تشعر بها ودرجة قوتها فالدرجة تشير إلى انك ترى ان هناك القليل جداً من السلبية في حياتك والكثير جداً جداً من الإيجابية والاشياء الطيبة وكل الاشياء الطيبة تأتي لك بكل سهولة ويسر. عندها ستبدأ في جذب علاقات تماثل ذبذباتك وستلاحظ عندما تبدأ في تغيير ذبذباتك من السلب إلى الايجاب أنك تجذب إلى حياتك أناس يماثلونك في التفكير وفي الطاقة في كل مجال من مجالات حياتك. ولكن ماذا عن الناس السلبيين؟ كيف تواجدوا في حياتنا؟ وكيف تحمي طاقتك منهم؟ هذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى.