شعارنا (السعادة الزوجية بأيدينا) (2)

حين نتأمل في هذا الحديث روى أبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". فهنا بين الحديث أن صاحبة الدين أولى وأجدر بالحظوة والمتابعة. وأما معنى (تربت يداك) فهو في الأصل دعاء معناه: لصقت يداك بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل، ولكن العرب أصبحت تستعمله لمعان أخر كالمعاتبة والإنكار وتعظيم الأمر والحث على الشيء وهذا هو المراد منها في هذا الحديث. والله تعالى أعلم.فالمرأة ذات الدين ستكون محافظة على حياتها الزوجية من خلال :- 1- ستكون محترمة لزوجها وتطيعه بالمعروف بعبارات المحبة والألفة من خلال الكلام الطيب والشعور بالشكر والامتنان عندما يقدم لها الزوج واجباته في أكمل وجه وبما يستطيع وتلتمس منه الأعذار عندما يخطئ فالخطأ وارد ونحن بشر نخطئ ونتوب للرب فيقبل التوبة فكيف نحن البشر وخصوصا بمن نحبه ونعاشره من الزوج .2- تظهر جمالها بالمحافظة على نظافتها من الداخل تكون ذات أخلاق وطباع حسنة ومرحة ومن الخارج بالمحافظة على جمالها ونظافتها الشخصية كاملة وذات رائحة طيبة دائما وكذلك تنشر الطيب في أجواء منزلها وتزينه بفن من الديكورات والتأثيث حتى لو تستعين بمختصين بالجمال في الوجه والجسم أو الديكور .3- تصون بيتها وعرضها من الوقوع في المعاصي والذنوب وعدم إفشاء الأسرار الزوجية حتى يتم الاحتواء بالمنزل ومعالجته بسرية تامة فيما بينهما دون تدخل أحد وإذا احتاج الحل إلى التدخل فهنا سأتحدث عنه في المقال الأخير .4- تقوم بتربية الأبناء إذا تم رزقها بذلك بتربية صالحة إسلامية وتعدهم للمستقبل بحيث يكونون قادرين على مواجهته بمفردهم وباعتمادهم على أنفسهم وتقوم كذلك بإعداد أو الإشراف على طعام الأسرة ومتطلباتهم في المنزل بمعنى مدبرة للمنزل وراعية له بما يصلح كل أفراد الأسرة ومنها رب الأسرة وهو الزوج .5- أن تجعل بالاعتبار كلا من الزوجين أنه في تاريخ الأيام البيض يكون الزوج عصبيا وعكر المزاج أكثر من المرأة فلذلك شرع الإسلام صيام الأيام البيض لإزالة شحنات التوتر والغضب في ذلك الأيام من الشهر القمري وبالنسبة للمرأة فتكون في فترة الحيض متوترة وعصبية أكثر من باقي الأيام فعلى كل من الزوجين مراعاة كل الطرفين في تلك الفترة حتى تعدى المرحلة بسهولة ودون مشاكل ويتحسن المزاج .6- أن تحاول تسيير حياتها على شخصية الزوج فشخصية الإنسان سواء كان امرأة أو رجلا ثلاثة أنواع للشخصيات سأتطرق إليها ويجب التعامل معها على أساسها التكويني وليس يوجد شخصية أفضل من الأخرى وإنما نمط نعرفه ونتعامل معه على أساسه :- 1- شخصية الأب :- وهذا يحب أن يعطي أكثر من أن يأخذ ويقوم بتلبية طلبات الأسرة دون إحساسه بالإزعاج والتعب ويتقبل الأوامر فهو الأب المثالي للأسرة جميعا .2- شخصية الطفل :- فهو يحب أن يأخذ أكثر من أن يعطي وتستجاب أوامره أكثر من أن يطلب منه التنفيذ فهنا زوجته ستلعب الدور القيادي في الأسرة .3- شخصية الشاب :- هو الذي يكون متوازنا بين الأخذ والعطاء ويحب المشاركة وتبادل الآراء وأنه حيوي ونشاطه زائد فنراه كثير الخروج من المنزل وأيضا كثير السفر والرحلات .*وهناك الشخصية المزدوجة التي تجمع بين شخصيتين أو تجمع الشخصيات كلها في قالب على حسب تأثير الظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بها .