30 أكتوبر 2025
تسجيلبادئ ذي بدء، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظهما الله، والحكومة الرشيدة وشعب قطر الكريم، بمناسبة اليوم الوطني المجيد، سائلةً الله جلت قدرته، أن يعيد هذه المناسبة الوطنية العزيزة والدولة تنعم بالأمن والرخاء والاستقرار في ظل قيادتها الحكيمة. ولا شك انه بين تأسيس دولة قطر على يد المغفور له بإذن الله المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في 18 ديسمبر من عام 1878 وبين 18 ديسمبر 2015، رجال وكفاح وعمل دؤوب وسيرة فخر وراية خفاقة تنتقل من جيل الى جيل، لسواعد بنت وما تزال وطنا غاليا وترابا من ذهب، عبر حكايات منيرة سجلت في صفحات التاريخ الخالدة والمشرقة..إن اليوم الوطني لقطر فرصة للتعرف على أعمال مؤسسي دولة قطر، الذين تحملوا الصعاب ودفعوا ثمنًا غاليًا لتحقيق وحدة أمتهم والاحتفاء بذكراهم.ويهدف هذا الاحتفال إلى التعريف بتراث قطر وتقديره، وتعزيز الفخر بدولة قطر التي تعيش في قلوبنا ما حيينا جيلا بعد جيل.ولا شك أيضا ان الاحتفال هذه السنة تحت شعار "هدّاتنا يفرح بها كل مغبون" يمثل علامة فارقة في تاريخ دولة قطر الحديثة، ويعتبر رمزاً مجيداً وخالداً في تاريخ الوطن ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان قطر تقف مع المظلوم والمغبون في كل زمان وفي كل مكان "قطر كعبة كل مظلوم" وهذا ديدنها منذ وحد المؤسس قبائلها تحت راية خفاقة، ومنذ كان الحكم في تلك الأسرة العربية الأصيلة أسرة آل ثاني الكرام.والحق أقول إنني عندما قرأت عن سيرة المؤسس رحمه الله وغفر له، وجدته ناصراً للمظلوم، وساعياً لفك أسر من يلتجئ إليه، ومفرجاً للكرب، ومعتقاً للعبد، وهو في كل ذلك لا يبتغي غير مرضاة الله، ولم يخضع لغيره، ثائراً من أجل دينه ومدافعاً عن وطنه.فصدق قول الآلوسي فيه: "كان من خيار العرب الكرام مواظبا على طاعاته، مداوما على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مبرّات كثيرة على المسلمين" فعلت مكانته بين الناس جميعاً، فقد كان على حد قول سليمان الدخيل: "مسموع الكلمة عند العرب مهابا عند الرؤساء والأمراء نافذ القول، دأبه الإصلاح ولم يسع في أمر إلا أتمه الله على يديه وأعماله كلها خالصة لوجه الله"..بعد ذلك أقرأ ذلك الخبر القصير، الكبير في المعنى والقيمة والدلالة حيث أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمراً سامياً، بالعفو عن عدد من السجناء، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للدولة.وهو في ذلك يسير على درب كرام من كرام من كرام، والأغرب من ذلك عندما نعرف صفات المؤسس الجسمانية التي أجدها في تشابه كبير مع صفات سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد حفظه الله حيث كتب عن المؤسس:"أما عن صفاته البدنية وملامح شخصيته رحمه الله، فقد وصفه من رأه بأنه كان رجلاً طويلاً فارع الطول؛ وكان يؤم جماعته في صلاة الجمعة والجماعات، ويرى من الصفوف الأخيرة في المسجد.. وكان خفيف العارضين متين العظام، حسن الهيئة في بساطة، مهاباً جليلاً. قوي الشكيمة حازما ذا عزم وتصميم، ورجلاً من أفذاذ الرجال الذين قلما يجود التاريخ بأمثالهم".وأخيراً سبحان من صور وأبدع، وسبحان من أهدى لقطر أميرها المحب المخلص لشعبه وأهله وناسه، واللهم احفظ قطر واجعلها على يديه ومعه بلاد عز وخير ومجد دائم لا يزول، إنك نعم المولى ونعم النصير.