15 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا تحقق من تغيير في العراق؟

20 ديسمبر 2014

بعد 100يوم على إعلان و تشكيل حكومة حيدر العبادي في العراق التي خلفت حكومة نوري المالكي بإعتبارها الحكومة الأسوأ في تاريخ العراق المأساوي الطويل ! ، ماذا تحقق فعلا على أرض الواقع بعيدا عن مجاملات السياسة و الدبلوماسية ؟ وهل تمكن العراقيون من الخروج من عنق الزجاجة ؟ وهل تمكنوا من تجاوز الأوضاع الميدانية الصعبة التي هشمت البلد و قسمته طوليا و عرضيا و طائفيا و مناطقيا في ظل احتدام المعارك الطائفية و لجوء بعض التيارات الطائفية الرثة لإستغلال الفرصة و محاولة فرض تغييرات ديموغرافية على المستوى الطائفي أسست لمآس و كوارث إجتماعية لا تبشر بخير على مستوى المستقبل العراقي ، لقد ترك المالكي العراق خربة وأرضا للشقاق و الصراع و التناحر ، و الملفات الوطنية التي تلاعب بمفرداتها وشخوصها طيلة ثمانية أعوام عجاف من حكمه شهدت حالات غير معقولة من التخريب والتدمير المنهجي لأسس الوحدة الوطنية و التلاحم الوطني ، وقد جاء حيدر العبادي للسلطة ووراثة كرسي قائده في حزب الدعوة ( المالكي ) لإصلاح الضرر الكبير ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حطام السفينة العراقية الموشكة على الغرق بعد ضياع ثلث العراق بيد الجماعات المسلحة والإنهيار المفجع للمنظومتين الأمنية و العسكرية و ضياع مليارات الدولارات في بناء عبثي لو أحسن إستغلالها لكان العراق اليوم في وضع مختلف بالمرة! ، لقد جاء العبادي وهو يحمل شعارات تغييرية كبرى يعلم الجميع بإستحالة تطبيقها و ترجمتها ميدانيا لكونها تصطدم بمصالح إقليمية كبرى وبمراكز قوى ليست هينة أبدا ، العبادي بحاجة لقوة مفرطة يستطيع إستعمالها لفرض التغيير و لكنه لايمتلكها بالمرة! و عفاريت و أشباح حكومة المالكي مازالت تسيطر على مفاصل مهمة في الدولة العراقية ولهم خطوطهم و إمتداداتهم السرية و خططهم البديلة و الجاهزة، لقد كان المالكي رجل ( المنظمة السرية ) وهو خبير بعمليات التآمر و التشويه و التخريب من الداخل ، إضافة للتأييد الذي يحظى به من أقطاب المحور الإيراني/ السوري !! ، لو كان العبادي جادا و يمتلك القدرة على التغيير و إقناع الشارع العراقي بقوته السلطوية لكان قد توغل بعيدا في فتح ملفات مرحلة حكم نوري المالكي و لتمكن من تحويل ملفه و جماعته للقضاء العراقي للنظر فيه بشكل مستعجل ؟ ولعالج فورا و بدون إبطاء جميع ملفات الخطايا الكبرى التي إقترفها المالكي من مؤامرات و فبركة مؤامرات و إتهامات كاذبة لشخصيات سياسية عراقية وازنة إتهمها كذبا بالإرهاب مثل الأستاذ طارق الهاشمي نائب الرئيس الأسبق ؟ و الملاحظ أن حيدر العبادي في معرض تعليقه على إمكانية إلغاء أحكام الإعدام المشهرة بوجه النائب أحمد العلواني و السيدة رشا الحسيني سكرتيرة السيد الهاشمي رفض التدخل في أحكام القضاء العراقي كما قال ؟ رغم أن العالم بأسره يعرف و يعلم و كذلك العبادي يعلم علم اليقين بأن القضاء العراقي في زمن المالكي مسيس بالكامل و خاضع خضوعا مطلقا للسلطة التنفيذية!! و كل مايقال عن إستقلال القضاء العراقي مجرد هرطقة وأحاديث خرافة لايعتد بها مطلقا ؟ ومع ذلك فإن العبادي يتحدث عن إنفتاح إقليمي و عن بناء علاقات عربية! كما تحدث عن إمكانية عودة المعارضين العراقيين من الخارج؟ ولكن كيف سيعودون في ظل دولة تهيمن عليها العصابات و الميليشيات الطائفية التي تمارس الخطف و الإغتيال و كل الجرائم و بأدوات السلطة وسياراتها و إمكانياتها ؟ أين وصل ملف إلقاء القبض على عصابة الخطف التي كونها أولاد شقيق وزير النقل باقر صولاغ ؟ لقد إختفت أخبارها بالكامل؟ كما إختفت وقبرت ملفات خطف وإغتيال عديدة! ، نسمع من حيدر العبادي جعجعة وضوضاء و ضجة كبيرة ولكننا لا نرى طبيخا و لا نتيجة حقيقية ، فزيارات وزراء الخارجية العرب لبغداد لا تعني أبدا بأن الوضع العراقي قد عاد لطبيعته كما أن الأزمة الإقتصادية العراقية بسبب إنهيار أسعار البترول و إعتماد الدولة المطلق على البترول و نقص السيولة قد جعل من مستقبل الأوضاع العراقية ملفوفا بالغموض في ظل الإستعداد لتنفيذ عمليات عسكرية لتحرير صلاح الدين و الموصل من قبضة الجماعات المسلحة بالرغم من أن الأنبار أضحت مهددة بالسقوط!! الوضع الحالي بات يشهد تراشقا حادا بين المالكي وخصومه وتبادل للإتهامات مع الجانب الكردي خصوصا فيما حكومة حيدر العبادي تتحدث عن أحلام وليس عن وقائع ميدانية!!.. مازالت في سماء العراق غيوم سوداء تنذر بعواصف رهيبة..!.