11 سبتمبر 2025
تسجيلالمفاوضات بين الفلسطينيين وممثلي الكيان الصهيوني لم تعد مجدية " لم تعد المفاوضات بين الفلسطينيين وممثلي الكيان الصهيوني سواء فى شقها المباشر أو شقها غير المباشر مجدية " هذه الحقيقة التي بلورها الاجتماع الأخير للجنة مبادرة السلام العربية بالقاهرة خلال الأسبوع الماضي , صحيح أن هذه الحقيقة لم تكن غائبة عن صانع القرار العربي غير أن الجامعة العربية عبر اللجنة التي يرأسها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رأت - وفق تقديرات سياسية ربما نتجت عن مطالبات قد تأخذ فى بعض الأحيان شكل الضغوط وبالذات من قبل المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشيل فى جولاته المكوكية بالمنطقة - أن تقدم الغطاء للموقف الفلسطينيي الذي ينزع إلى مواصلة الخيار السلمي فى استعادة حقوقه وفق محددات الشرعية الدولية ورؤية الدولتين التي تبنتها الولايات المتحدة بدعم دولي واضح أملا فى أن تتمكن إدارة الرئيس باراك أوباما من تغيير معادلات الموقف الصهيوني استنادا إلى الطروحات التي أعلنها فى خطابه الشهير أمام جامعة القاهرة وتعامل معها العرب بقدر كبير من الإبجابية بيد أنه بعد هذا الوقت الطويل الذي خاض فيه الفلسطينيون المفاوضات بأشكالها المختلفة مباشرة وغير مباشرة وسرية وعلنية وفى عواصم ومدن متعددة ثبت أن الأمر لم يكن سوى إهدار أو مضيعة للوقت- حسب تعبير- عمرو موسى الإمين العام للجامعة العربية ونتج عن ذلك معضلة حقيقية تتمثل -وفق ما يؤكده الشيخ حمد بن جاسم - في أن الوسيط الأمريكي تخلى عن تعهداته للدول العربية والجانب الفلسطيني فيما يتعلق بإحلال السلام والتوصل إلى تسوية عادلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحول دوره – أي الوسيط الأمريكي –إلى مجرد ناقل للرسائل والإعراب عن التمنيات دون أن يتبلور عن ذلك أي دفع جوهرى للعملية السلمية ، وهو ما يعكس بالبرغم من ثقة الجانب العربي في حسن نية الإدارة الأمريكية عجزها عن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين . ودفع ذلك كاتب هذه السطور إلى سؤال الشيخ حمد في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع عمرو موسى بعد اجتماع لجنة مبادرة السلام مساء الأربعاء الماضي وإصدارها البيان الذي قرر وقف المفاوضات مع الكيان عن تفسيره لتراجع الموقف الأمريكي والذي أدى إلى تشدد حكومة إسرائيل تجاه الاستيطان فعلق بقوله : إننا لا نستغرب هذا الموقف من الوسيط الأمريكي وقد ذكرت في مناسبات سابقة أننا سنمضي في المسار السلمي رغم قناعتنا بإمكانية الفشل بسبب التعنت الإسرائيلي ، ومن جانبنا – العرب- كنا نتطلع إلى إقناع الإدارة الأمريكية برؤيتنا ولكنها للأسف اقتنعت بوجهة النظر الإسرائيلية ، بعد أن وثقنا في الطروحات التي قدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ومبعوثه لدى المنطقة جورج ميتشيل . ومن هنا فإنه لم يعد أمام الإدارة الأمريكية إلا خياران – الكلام للشيخ حمد بن جاسم هما : تحديد من هو المتقاعس والمخطيء أو إثبات إنها غير قادرة على فرض أي شيء على إسرائيل . واللافت أن موقف الإدارة الأمريكية الأخير المتمثل في إعلان التخلي عن جهودها لإقناع إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان كان موضع انتقاد من قبل الشيخ حمد بن جاسم في كلمته التي افتتح بها الجلسة الافتتاحية لاجتماع لجنة مبادرة السلام فعوضا عن ذلك - كما يقول -أعلنت السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في العاشر من ديسمبر الجاري نهجا جديدا دخلت بموجبه عملية السلام مرحلة جديدة يتمثل في طلب التعامل في المسائل الجوهرية للصراع مثل الحدود والأمن والمستوطنات والمياه واللاجئين والقدس ورأى أن ذلك يعني تجديد المفاوضات غير المباشرة رغم استمرار الاستيطان ومن دون مرجعيات منبها إلى أنه إزاء هذه التطورات يصعب على أي مواطن عربي أن يفهم كيف يمكن للولايات المتحدة أن تحدث تغييرا في الموقف الإسرائيلي في قضايا جوهرية على الرغم من أنها لم تنجح في إقناع إسرائيل أن توقف الاستيطان لفترة قصيرة ، وقال : إن الولايات المتحدة هي التي عليها أن تجيب على هذا السؤال المشروع . غير أن الولايات المتحدة في اليوم التالي لاجتماع القاهرة - أي يوم الخميس الماضي - سارعت بتقديم الإجابة على هذا السؤال على نحو يتسق مع طبيعة تحالفها الاستراتيجى مع الدولة العبرية متجليا ذلك فى موافقة مجلس النواب الأمريكي على قرار يدين أي إعلان أو اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية، ورغم أن القرار الذي قدمه النائب الديمقراطي هاورد برمان-أي ينتمي لحزب الرئيس "أوباما"-حاول أن يتكىء على مقدمة إنشائية تبدو حيادية من حيث الشكل من خلال تأكيد “الدعم القوي” لحل تفاوضي من أجل “دولتين”، الأولى “إسرائيل” اليهودية - لاحظ مفردة اليهودية والتي تؤكد الانحياز لشروط نيتانياهو- والثانية قابلة للاستمرار هي الدولة الديمقراطية الفلسطينية إلا أنه يؤكد “مجدداً اعتراض مجلس النواب الشديد على أي محاولة لإقامة أو السعي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية خارج إطار اتفاق تفاوضي بين “إسرائيل” والفلسطينيين” . ويحمل الجانب الفلسطيني وحده مسؤولية الفشل، ويحث القادة الفلسطينيين على “وقف كل الجهود لعرقلة عملية التفاوض”، ويدعو الحكومات الأجنبية إلى “عدم منح اعتراف” بدولة فلسطينية . ويشكل هذا القرار ضربة استباقية قوية - وفق نظرية الرئيس الأمريكي السابق جورح بوش - للخيار الذي أقرته لجنة مبادرة السلام العربية فى اجتماعها الأخير بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي والذي بدأ السفراء العرب لدى الأمم المتحدة التحرك بشأن الدعوة لعقده في أقرب فرصة فقد بات واضحا أن الفيتو الأمريكي فى انتظار أي قرار يمكن أن يتبناه المجلس بهذا الخصوص لاسيما أن الدول الأوروبية ليست فى وضعية تؤهلها للموافقة على الاعتراف بدولة فلسطينية معلنة من جانب واحد وخطورة هذا القرار تكمن-وفق رؤية السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى جامعة الدول العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة- فى أنه يحاول أن يسد منافذ الشرعية الدولية أمام الشعب الفلسطيني بعد أن قام بنيامين نتناياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بسد منافذ السلام فضلا عن ذلك فإنه يعتدي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وأن يكون له دولة مستقلة ذات سيادة على أرضه وأن تتحقق له العدالة المفقودة منذ مايزيد على 62 عاما ، كما يعتدي أيضا على القانون الدولي والقرارات الدولية العديدة التي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في وطن وفي دولة مستقلة بدءا من القرار 181 لعام 1947 ( قرار التقسيم) إلى القرارين رقم 1515 ، و1535 اللذين يؤكدان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. السطر الأخير : أمكث فى البرية أعبر البحار أقبض على جمر الأشياء تسافر القصائد مني تتهالك المفردات أغرق في صراخ الصمت المدوي صار الوجود عدما والعدم رمادا والرماد جثثا محترقة وجه المدينة مغزول بالغبار تدهشني فيها خيول قادمة من حقول يابسة أمتطي حزني أسافر إليك أيا سيدة الكتابة أسألك الإقامة بعيني