12 سبتمبر 2025

تسجيل

من أمن العقوبة أساء الأدب

20 نوفمبر 2019

عبارة جميلة وصادقة تترجمها قصص واقعية تحدث كل يوم ونراها أمام أعيننا للأسف والكثير يتمادى في ذلك دون خوف من الخالق والعياذ بالله وإنما خوف من المخلوق، وهذا المثل الذي بدأ به عنوان مقالي لهذا اليوم لم يكتب من فراغ وإنما لما أراه ويراه غيري من تجاوزات وانتهاكات لأبسط حقوق الإنسان، التي منها معاقبة المسيء وإنصاف المظلوم ممن ظلمه وإرجاع حقه، فنحن نعيش على أرض الأمان والاستقرار ونحن في بلد الخير والعز كما قال سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وهناك من القصص اليومية والواقعية التي تحدث يوميا مع الجميع ليس لها مسمى سوى عبارة (من أمن العقوبة أساء الأدب)، هناك على سبيل المثال لا الحصر من يسعى جاهداً للحصول على حقه من مكاتب الاستقدام، حيث يذهب هنا وهناك ما بين وزارة العمل وإدارات الأمن باحثاً عن حقه الذي ضاع بين جهات حكومية لا تريد القيام بعملها، فالكل يتنحى عن المسؤولية ويخبره بأنه ليس بجهة اختصاص، والسؤل هنا الذي يطرح نفسه أين يذهب ذلك البائس الذي خُدع من قِبل ذلك المكتب وكيف له باسترداد حقه وكيف لصاحب العلاقة والمسؤول عن كل هذا أن يشعر بالأمان وعدم الخوف إلا أنه أمن العقوبة فأساء الأدب، وهذا ما يحدث هنا، فأغلب هذه المكاتب تتميز بالخداع والمراوغة وعدم الخوف بل إن بعضها مغلق من سنوات ويمارس الخداع والتزوير دون خوف، والسؤال هنا لماذا يأمن العقوبة فيسيء الأدب، ولماذا لم يحترم قوانين الدولة ولماذا لم يخف من هذه التجاوزات أن يحدث له مالا يحمد عقباه ومما تترتب عليه أضرار تلحق به نتيجة تجاوزاته ومخالفته للقانون؟ أليس لأنه أمن العقوبة فأساء الأدب !!!!! وخاصة أن الكل يعرف أن من يدير هذه المكاتب هم من الجنسيات الأخرى، فالقطري على الأغلب مجرد مالك لهذا المشروع والإدارة وجميع الصلاحيات تحت إشراف تلك الجنسيات للأسف، التي أضاعت حقوقنا بسبب تهاون المسؤولين عن القيام بعملهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع هؤلاء وأمثالهم... وهذا مثال بسيط من أمثلة الحياة اليومية والتي نراها بشكل يومي وهناك العديد من الأمثلة والتي تجسد هذه العبارة بحذافيرها، فأينما نلتفت نرى عدم الخوف والتمادي والتجاوزات مثل هروب الخدم والعمال دون محاسبتهم أو حتى محاكمتهم بل بالعكس يتركون يعيثون في الأرض فساداً، وفي نهاية المطاف وبعد شبعهم ورغبتهم في العودة لأوطانهم.... تأتي مكالمة هاتفية من الجهة المسؤولة لرب العامل أول الخادمة بضرورة تسفيره وإلا سيوضع في القائمة السوداء ويحرم من حقه في استقدام آخر!!!! فأين العدالة في ذلك؟. ونقيس على ذلك ما يحدث كذلك في المستشفيات وفي المدارس وفي أغلب الدوائر الحكومية، نعم نرى من أمن العقوبة أساء الأدب. ونحن هنا نناشد أن تطبق العقوبة على من يمثل هذه العبارة فيأمن العقوبة فيسيء الأدب..... وعلى الجميع من مواطنين ومقيمين أن يلتزموا بالقوانين وأن يكونوا على يقين أن لكل تجاوز عقوبة وعلى جميع جهات الاختصاص القيام بعملها والالتزام به ولابد من تطبيق سياسة العقاب على الجميع، كي لا نسمع هذه العبارة تتكرر على مسامعنا باستمرار، وقد قال رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته) فلو سرنا على نهج المصطفى لما وجد بيننا (من أمن العقوبة أساء الأدب). [email protected].