30 أكتوبر 2025

تسجيل

مصلحة الأوطان هي الأهم

20 نوفمبر 2016

يعيش الوطن العربي في ظرفنا الراهن انقساماً كبيراً في السياسات العربية،تجاه الكثير من القضايا العربية والدولية، إلى جانب اختلال موازين القوى العسكرية بينها وبين الكثير من الكتل السياسية العالمية، وهذا الانقسام، له مخاطر كبيرة على الوطن العربي، واستقراره ونهوضه، والمخاوف باتت محط الأنظار عند الكثيرين من المحللين السياسيين من خطورة الانقسام والاختلاف والتوترات الداخلية في بعض النظم العربية، حيث يحارب بعضه بعضاً منذ سنوات، وهو أدى إلى محاور عربية تنقسم في رؤيتها تجاه هذه الأوضاع، مع أن هذه الخلافات وهذه التوترات، يمكن أن يتم احتواؤها، فلو أن بعض النخب السياسية قدمت مصلحة الأمة والأوطان، وأدركت أن الخلافات لن تحقق لكل الأطراف شيئاً، حتى على مستوى المصلحة الشخصية،وحتى ولو قدموا هذه المصلحة الخاصة على مصلحة الوطن واستقراره!. أحد السياسيين العرب في دولة عربية، وكان أحد القيادات الكبيرة في ذلك القطر، وكان له من النفوذ الكبير الذي يشار له بالبنان، ودارت الأيام، وجرت صراعات بين الفرقاء السياسيين في هذا القطر، وجرت بينهم دماء كثيرة بالآلاف، وفي النهاية خرج الطرفان من هذا الصراع بخفي حنين! ومن الحكم أيضاً، ولم يبق إلا الصراع والثأرات والتوتر، التي خلفّت صراعاً آخر، والذي لا يزال مستمراً! وهذا السياسي، وهو يقيم في دولة عربية خليجية، قال في حديث صحافي: "لقد أخطأنا كثيراً عندما كنا في الحكم، ولم نعرف هذه الأخطاء، إلا بعد خروجنا من المسؤوليات، ولم يبق إلا الندم النازف" إلا أنه تناسى أن آلافا راحوا ضحية الأنانية، والذاتية، والنرجسية، ولم يبق لهذا البلد إلا التخلف والتشرذم والأحقاد، التي جلبت أحقاداً أخرى من نوع آخر. ولاشك أن الأمة العربية تواجه تحديات كبيرة في ظرفنا الراهن، على المستوى السياسي والاقتصادي والتنموي، وهذا التحدي يشكل أزمات للأمة، حتى في مصيرها ووحدتها واستقرارها لو بقيت على هذه الحالة المزمنة، لذلك لابد لهذه التحديات من مراجعة عقلانية ووعي بخطورة المرحلة الآنية، لأن الظروف الراهنة لواقعنا العربي، أصحبت خطيرة جداً، والعودة إلى المراجعة والنظر فيما ما تؤول إليه الأمور ضرورية ولازمة، فلو بقي هذا الظرف الراهن من التمزق والتخندق والخلافات، التي أصبحت حديث كل الأمم والشعوب، فإن الوضع ينذر بخطر داهم، بل إن بقاء هذه الخلافات، سيجعل الأمم الأخرى، تتصرف في مصائرها، والتاريخ حافل بنماذج كثيرة، وقعت نتيجة الخلافات والصراعات، بسبب تقديم المصلحة الخاصة على المصالح العامة، والذي يبعث على الخوف والارتياب، هو التصدع الاجتماعي والانقسامات التي جعلت بعض الشعوب العربية ،تتخندق وتصطف في صراعات سياسية وفكرية، وهذا ربما يجر حروبا طائفية، وهناك أصوات تحاول أن تجر بعض التيارات إلى حروب مذهبية، وهذا هو الأخطر الصعب على البلدان العربية ووحدتها، ومن هنا وجب على العقلاء في النخب الفكرية والسياسية والدينية، في دولنا العربية،أن تتحرك،لقطع الطريق على هذه النزاعات الخطيرة على وحدة الأمة،وعلى استقرارها،وهذا التراجع لم يسبق له مثيل من قبل، وبالرغم من فترة الخمسينيات والستينيات، كانت فترة خسارة في الحروب مع أعدائنا ومن إسرائيل ، إلا أن الأمة العربية كانت متماسكة وقوية في وحدة المصير ووحدة الهدف، إلا أن واقعنا الراهن، على الرغم من أننا نمتلك الكثير من الأوراق الاقتصادية والسياسية، لكننا تراجعنا كثيراً جداً، وهذا ما جعل وضعنا السياسي مضطرباً ومتراجعاً، بسب الانقسامات والتوترات والصراعات. فهناك خلل كبير في الحنكة السياسية،وفي الرؤية العامة للقضايا والتحولات في عالم اليوم، والآن فلا مناص للأمة من خلال نخبها السياسية الواعية، من أن تراجع وضعها المتأزم، وأن تلتقي مرة أخرى على الأهداف التي تجعلها أكثر وعياً بمصيرها، فلو بقيت تتصارع لمصالح ستبقى في هذا المربع، فلا يمكن أن تحقق الأمة ما تريد، إلا إذا ارتفعت إلى مستوى الأهداف الكبرى، وهذه الأهداف، تحتم تقديم المصلحة الوطنية العلياعلى كل المصالح الفئوية والحزبية.