30 أكتوبر 2025
تسجيلفي ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي يمر بها الوطن العربي،وما يعانيه عالم اليوم،من أزمات اقتصادية، لأسباب اقتصادية وسياسية، وأزمات زيادة السكان في دول كثيرة، وبروز ظاهرة الإرهاب الذي أثر على الاقتصاد والسياحة عالمياً، فإن الضرورة تقتضي تفعيل العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، بحكم العلاقة التاريخية، التي تربط الدول العربية مع أوروبا،وأيضاً هناك تواصل حضاري وسياسي واقتصادي نشطً منذ قرون،وهي تدفع كليهما لتطوير العلاقات العربية /الأوروبية البينية، في مجالات عدة ، ويشكل القرب الجغرافي،كما أشرنا،وهو عامل مهم،لتطوير هذه العلاقات بينهما إلى آفاق رحبة،بما يعزز العلاقات بين الطرفين وينميها.ولا شك أن عالم اليوم،يعتمد مع الزيادة السكانية،وقوانين العولمة،أن تتوسع العلاقة التجارية،بما يسهم في التنمية المستدامة،وتحقيق التفاعل الاقتصادي بين الدول،فمع المشاكل الاقتصادية الراهنة في كل دول العالم،والتي تسببت في الهجرات، فان تحريك التجارة، والمشروعات الاقتصادية،سوف تخفف الكثير من الهجرات إلى أوروبا،وتكون عاملاً لتخفيف التوترات السياسية،ومنها ظاهرة التطرف والإرهاب الذي أصبح قضية عالمية، فالتنمية الاقتصادية ستلعب دوراً مهما وفاعلاً في الاستقرار وإنعاش اقتصاديات الدول،ولذلك نرى أهمية إقامة شراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي،ومع المملكة المتحدة، التي خرجت من الاتحاد قبل عدة أشهر ومهتمة بالعلاقة مع دول العربية،بما يحقق نجاحاً في تفعيل هذه العلاقة فعليا،وليس عبر اتفاقات،لم تطبق على أرض الواقع، وهذا من حدث من خلال اتفاقات كثيرة في السنوات الماضية.ونحن للأسف لم نقم تكاملاً اقتصادياً عربياً موحداً، يعزز الاتفاقات مع الاتحاد الأوروبي بصورة موحدة،مع أننا يمكن أن نحقق التكامل العربي دون مصاعب،حتى قبل أن يتم الاتحاد الأوروبي فعلياً،وهذا ما جعلنا في الجانب الاقتصادي أقل الكتل الاقتصادية الدولية حراكا وتنمية في كل المجالات، وهذا ما يتطلب مراجعة للسياسات الاقتصادية العربية. ومع ذلك أن فرص التكامل لإقامة شراكة مع أوروبا لا تزال قائمة،إذا تمت المراجعة الصحية لهذا التكامل العربي،وقد أشرنا في مقالات سابقة وأشار غيرنا، إلى أهمية التكامل وضروراته،لأن التكامل العربي،يحقق مزايا كبيرة للبلاد العربية للشراكات الاقتصادية خصوصاً مع الدول الأخرى،بدلاً من الشراكة الفردية مع دول عديدة،وهذا يحتاج إلى إزالة العديد من المعوقات إن وجدت من خلال الجامعة العربية الحاضنة الأم لكل البلاد العربية.ولاشك أن مستقبل العلاقة مع أوروبا مع الوطن العربي، نتوقع لها أن تزداد حراكاً كبيراً، سواء على مستوى دول مجلس التعاون،أو على مستوى الدول العربية.