17 سبتمبر 2025

تسجيل

ترامب بين الحقيقة والمتخيل

20 نوفمبر 2016

يبدو أن سنوات عجافا تنتظر العرب والمسلمين مع بداية عصر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، فهذا الرجل يقرن الأقوال بالأفعال، ويتمتع بقوة شخصية استثنائية مقارنة بـ دزينة من الرؤساء الأمريكيين السابقين، ويعرف ماذا يريد تماما. ترامب دخل البيت الأبيض وعلى رأسه تاج الثقة بالنفس، وهو الذي هزم "الحزب الجمهوري" أولا، لكي يقبل بترشيحه للرئاسة وأطاح بنحو 20 مترشحا جمهوريا، رغم أنه لا ينتمي للطبقة السياسية "المحترفة" في مؤسسة الحزب الجمهوري، ولم يعمل داخل المؤسسة الرسمية، ورغم ذلك هزمهم بالضربة القاضية ولم يتورع عن استخدام مصطلحات قاسية جدا بحق منافسيه الجمهوريين، وعندما خلا له الجو أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، هاجمها بقسوة وضرواة وهددها بالسجن، بل ولوح أنه لن يعترف بنتيجة الانتخابات إذا لم يفز بالرئاسة، فهو رجل تعود على الانتصارات فقط ولا يعرف الهزائم.ترامب، الذي هزم جميع وسائل الإعلام الأمريكية التي وقفت ضده، وهزم مراكز الدراسات التي قالت إن هيلاري كلينتون ستفوز عليه، وهزم الحزب الديمقراطي بعد أن هزم حزبه الجمهوري الذي كان لا يرغب به رئيسا من خارج المؤسسة، يدخل إلى البيت الأبيض وله اليد العليا والقول الفصل، وقد ظهر ذلك باختيار فريقه الرئاسي الذي ينتمي إلى نخبة من الجمهوريين الذين يعادون العرب والمسلمين والمهاجرين والأقليات ويعلن بعضهم علنا أنه يؤمن بالتفوق العرقي الأبيض وأن الشعار هو "اجعلوا أمريكا بيضاء مجددا"، و"دعونا نسحق الأعداء سحقا"، وهذه حقيقة يجب على العرب التعامل معها بجدية، وعدم الرهان على ترامب بوصفه "مجنون راح يعقل"، فهو عاقل ويعي تماما ما يقوم به، وهو اختار الأشخاص الذين سينفذون وعوده وتهديداته.