15 سبتمبر 2025
تسجيلأغلق القادة الخليجيون صفحة الخلاف الطارئ، والنادر جدا في تاريخ مجلس التعاون الخليجي العتيد بقرارهم الذي اتخذوه في قمتهم الطارئة التي عقدت في الرياض العاصمة السعودية في السابع عشر من الشهر الحالي، والذي تقررت على إثره عودة سفراء دول السعودية والإمارات والبحرين إلى مقار عملهم في العاصمة القطرية الدوحة، بعد غياب مؤقت دام حوالي ثمانية أشهر، لم يسعد به أحد من الشعوب العربية أو من قادتها، بل ربما سعد به أعداء هذه الأمة المتربصون بأمنها واستقرارها ورفاه شعوبها.الخلاف الذي برز إلى العلن في مارس الماضي لم يشك أحد من الشعوب الخليجية أو من قادتها في أنه خلاف طارئ، وسحابة صيف لن تلبث أن تنقشع. كان ذلك هو رهان الشعوب الخليجية ورهان قادتها المشهود لهم بالروية وإمعان البصر الثاقب، لقد كسبت الشعوب الخليجية وقادتها الرهان وعادت المياه الخليجية إلى سابق عهدها، تجري بما يسعد شعوبها وبما يسعد أشقاءهم العرب الذين أقلقهم التوتر الطارئ الذي شاب العلاقات الخليجية في الفترة القصيرة الماضية. وحق للأشقاء العرب أن يقلقوا على مسيرة مجلس التعاون الخليجي الذي كان، وما زال، صرحا من صروح الأمل العربي في التوحد والتعاون المشترك. عاد السفراء إلى الدوحة، وعادت علائم الود القديم بين هذه العواصم العربية التي كانت، وما زالت، ملاذا تهرع إليه شعوبها العربية كلما حزبت عوامل الفرقة بعض أشقائها في الوطن الكبير. لا أحد يشك في أن القادة الخليجيين بقرارهم بإعادة لحمة التصافي والود القديم إلى مجلسهم العتيد، مجلس التعاون الخليجي، الذي يرن صداه الهفيف في الأسماع، بإنجازاته الخيرة لشعوبه ولأشقائه، لا أحد يشك أنهم يدركون أكثر من غيرهم تطلعات شعوبهم وأشقائهم إليهم في هذه الأوقات الحرجة، ليكونوا مصدا قويا ضد نوازع الشقاق والفرقة. وذلك المصد القوي لا يبنى إلا بتمتين وترسيخ عرى الثقة المتبادلة، وغني عن القول أن هذه الفضائل كانت دائما حاضرة في وجدان قادة مجلس التعاون الخليجي. ولا غرو، إذن، أن شيدوا هذا الصرح المتين الذي سداه الثقة الكاملة والاحترام المتبادل فيما بينهم، ذلك الملمح الأخاذ الذي ميز مسيرة مجلسهم الموقر منذ ظهوره على المسرح السياسي في المنطقة. نختم بالتهنئة الصادقة بعودة الصفاء إلى صفوف الأشقاء الخليجيين، شعوبا وقادة، تلك العودة التي وسموها هم أنفسهم بالصفحة الجديدة من التفاهم والتعاون بعد نجاح قمتهم الطارئة في العاصمة السعودية الرياض في السابع عشر من هذا الشهر. نبتهل إلى المولى عزّ وجلّ، أن يحمي بلداننا وشعوبنا من محن الشقاق والاختلاف وأن يديم عليها نعم الوفاق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.