12 سبتمبر 2025

تسجيل

التراجيديا العراقية المأساوية

20 نوفمبر 2013

يبدو أن التراجيديا العراقية المأساوية بلا نهاية متوقعة قريبا، فحوادث الموت اليومي بالجملة لا تبشر بخير على صعيد استقرار الوطن العراقي في القريب، فالبلاد أصبحت مجزرة بشرية هي الأسوأ على الصعيد الدولي، ولعلّ استبداد صدام حسين وطغيانه أهون على العراقيين مما يحدث لهم اليوم، فهناك أزمة أمنية حقيقية تدور رحاها في جميع المدن العراقية باستثناء المناطق الكردية التي تبدو هادئة ومستقرة أمنيا عكس المناطق السنية والشيعية ما يدل على أن هناك تناحرا طائفيا عميقا بين العراقيين. من حيث المبدأ فإن قضية التعايش من المسائل المطلوب بحثها في إطار التباين العقدي والمذهبي بين المواطنين، ولابد من التفكير في حلول تدعم ذلك باعتبار أن الجميع عراقيون وينبغي أن يعيشوا في مظلة وطنية أسوة بشعوب العالم رغم اختلافاتها والتي نجحت في تطوير تنوعها لصالح استقرارها وتنميتها، واستمرار الوضع الحالي على المدى المتوسط سيعزز التباغض والكراهية بين العراقيين ويولّد الثارات وبالتالي إبادة متبادلة، مبررة للأسف مذهبيا واجتماعيا دون أي دور للدولة. ومن الناحية الأمنية فإن هناك دورا مهما للدولة العراقية التي ينبغي أن توازن بين العراقيين ولا تناصر فئة على حساب الأخرى ويجب أن تكون على مسافة واحدة من جميع العراقيين وأن تبتكر برامج ومشروعات لتعزيز التعايش وحفظ السلم الاجتماعي ودعوة الجميع للمساهمة في تحقيقه، ولا يمكن لأي حل أمني متعسف أن يأتي بالأمن للعراقيين ويوقف عمليات القتل اليومية والتفجيرات التي أنتجت آلاف الضحايا وأوجدت جيلا عراقيا في خضم هذه المأساة مطلوب منه أن يتعايش مع أصوات الدمار والتفجير ولنا أن نتخيل تركيبته النفسية والذهنية في ظل هذه الأوضاع. من الضروري أن تقدم الدولة العراقية تنازلات مؤلمة لإيقاف الهدر في استقرار الوطن وإيقاف التشاحن المذهبي والطائفي الذي أصبح السمة البارزة في حياة العراقيين، ودون ذلك فإن المأساة ستستمر إلى ما لا نهاية وإلى أن يسقط آخر عراقي برصاص ومفجرات أخيه العراقي، وتلك صورة قاتمة وطبيعية إذا لم يتغير الواقع وتتوقف عمليات القتل اليومي وإنهاء فصول التراجيديا العراقية المأساوية التي أدمت الإنسانية بويلاتها وأرهقتها بأحمالها الثقيلة حيث لا بوادر دولية أو عربية للمساهمة في وضع حد لها ما لم يبادر العراقيون بأنفسهم لإيجاد حل.