14 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أن انطلق التعليم في دولتنا الحبيبة قطر والمعلمون الوافدون رافد أساسي لتطور التعليم في قطر، فمازلنا نتذكر معلمينا الأفاضل من الدول الشقيقة الذين حضروا لقطر في بداية التعليم الحكومي وكان لهم أكبر الأثر في التربية والتعليم، ومازلنا وسنبقى نتذكر محاسنهم الكبرى وندين لهم بالوفاء والإخلاص، وقدوتنا في ذلك أميرنا المفدى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي بالرغم من مشاغله المتعددة لم ينس أن يقوم بالواجب التربوي ورد الجميل لأسرة معلم سبق أن درسه في مراحله التعليمية، فقام بواجب العزاء لأسرته حين توفاه الله. ومازلنا نعتبر المعلمين الوافدين ولن نقول الأجانب —لأنهم أشقاء لنا في الدين والعروبة— يقدمون ويبذلون الجهد لتعليم أبنائنا وبناتنا ويسايرون ركب التعليم المتطور بإخلاص وأمانة نحسبهم كذلك والله حسيبهم. وهم حين تغربوا عن أوطانهم وأسرهم إنما أرادوا تحسين وضعهم المادي والمعيشي لينفقوا على أسرهم ويزيدوا من دخلهم، فأثروا العملية التعليمية بكل ما هو مفيد مستندين الى سياسات التعليم الحديث في قطر، وتعايشوا مع إخوانهم وأخواتهم القطريين والقطريات في المدارس وصاروا جزءا منا لا يتجزأ، عايشنا كثيرا منهم فأسرونا بأخلاقهم العالية وروحهم الطيبة بل ووطنيتهم وحبهم لقطر حكومة وشعبا، ولا أدل على ذلك من الفرحة الكبرى التي عمتهم عندما أعلن عن استضافة قطر لكأس العالم 2022 فخرجوا في مسيرات الحب والوطنية مع إخوانهم مواطني قطر. إن هؤلاء المعلمين والمعلمات بحاجة ماسة للتشجيع والدعم والمؤازرة حالهم حال مواطني دولتنا الحبيبة، وهم بحاجة للراحة النفسية ليقدموا كل ما لديهم لأبنائنا وبناتنا ولن يتحقق ذلك إلا بتوفير الراحة المادية لهم ومنحهم مميزات تساعدهم على نقل أثرهم التعليمي بإخلاص. وما حدث من جلجلة في المدارس في الفترة الماضية وتأثر الكثيرين والكثيرات منهم بسبب تخفيض رواتبهم بنسب متفاوتة تصل إلى 30 % — 40 % أثر كثيرا على الإدارات المدرسية وبات مديرو ومديرات المدارس في جلسات جماعية وفردية مع الكثيرين منهم لإقناعهم وإخراجهم من تلك الحالة النفسية. نعم فبالله عليكم كيف تكون حالة معلم نزل راتبه من13000 ريال بدأ منذ السنة الأولى في المبادرة إلى 9000 ريال شاملة السكن والمعيشة والتذاكر؟!! بل وبعضهم قد رتب أوضاعه واقترض من هنا وهناك معتمدا على راتبه، والتزاماته قد تصل إلى 80 % من راتبه. أليس لديهم أولاد في المدارس؟! أليسوا بحاجة لمبالغ هائلة لتذاكر السفر السنوية لهم ولأولادهم؟! أليس لديهم نفقات معيشية عالية؟! أليسوا بحاجة للترفيه عن أبنائهم وبناتهم؟ أليسوا بحاجة لرعاية صحية؟!! لو كان لديهم الـ RA كما كان سابقا لقلنا ذلك هين.. لو كان لديهم تأمين صحي لقلنا لا بأس.. لو كان لديهم تذاكر سفر سنوية كما كان سابقا لقلنا لا مشكلة!!! إننا على ثقة تامة بأن قيادتنا الحكيمة لن ترضى إلا بأن تكون الأمور على وضعها الطبيعي وتعاد لهؤلاء حقوقهم، وعلى ثقة بالله أن المسؤولين في المجلس الأعلى للتعليم يعيدون النظر في وضع هؤلاء المعلمين المخلصين. وإلا فانتظروا مافيا الدروس الخصوصية.. وانتظروا مصائب بيع الامتحانات.. وانتظروا وانتظروا.. وحينها لا ينفع الندم. أعطوهم حقوقهم كاملة بلا نقصان... عاملوهم بإحسان يعاملوكم بإخلاص... حسنوا أوضاعهم المادية تروا ثمار ذلك على أبنائنا وبناتنا وعلى مستوى التعليم في مدارسنا. وختاما: الحمد لله على ما نحن فيه من نعمة تستحق شكر المولى عز وجل؛ أن وفر لنا قيادة حكيمة بذلت للقطريين والقطريات وحسنت من أوضاعهم، ولا أخالها إلا تنظر لإخواننا الوافدين نظرة الأخوة والرابط المشترك. [email protected]