13 سبتمبر 2025
تسجيلهما يوم 7 أكتوبر وبعده بعشرة أيام يوم 17 أكتوبر 2023 التاريخ الأول سجل أمام العالم نقلة نوعية متميزة في صمود شباب فلسطين الصاعد من جولة الحجارة الى مراتب المقاومة المشروعة في القانون الدولي حيث تقول بنود ميثاق منظمة الأمم المتحدة بكل وضوح أن لكل شعب محتلة أرضه الحق في مقاومة المحتل بل الوسائل المتاحة لديه بما فيها العسكرية وهذا ما فعله شباب عرين الأسد يوم السابع فزعزع شبه حقيقة كادت تنغرس في عقول أجيال من العرب وهي أن لإسرائيل جيشا لا يغلب فتعرت الدولة المارقة من هذا الوهم واحتاجت لدعم عسكري سريع من أمها وراعيتها وحاميتها بل مؤسستها واستجابت الإدارة الأمريكية بصفة استعجالية فهرول وزيرها للدفاع ثم وزيرها للخارجية وأخيرا رئيسها بعد التاريخ الدموي الثاني 17 أكتوبر يوم قصف همجي للمستشفى المعمداني ورغم أن المحتل اعترف بقصف المراكز الصحية واطلاق دعواته للجلاء عن المعمداني فإن الرئيس بايدن حاول تبرئة حليفته من جريمة إنسانية لا تغتفر ولم ينجح بل كان قليل التركيز وبدا في المؤتمر الصحفي المشترك كأنه يكرر بطريقة آلية ما قيل له. العبرة الأولى من يومي العزة هي أن المقاومة الإسلامية ربحت معركة الإعلام وكسبت الرأي العام العربي والدولي وبشهادة الجميع فإن الرائدة في هذا النصر كانت قناة الجزيرة صوت الحق والشرعية والناقلة بأمانة لكل مراحل المقاومة البطلة ردا على الأكاذيب والأراجيف وحسب المرصد الدولي للإعلام فقد حصلت قنوات الجزيرة الخمس بالعربية والانجليزية والمباشر والوثائقية على أعلى مستويات المشاهدة فاقت ال100 مليون عبر العالم. عاد الوعي لأمة الإسلام أن العدو يقاومها باسم الدين واللاهوت والأساطير التلمودية وأن الفلسطينيين يقاومون تحت شعار القوميات والأعراق وليس باسم الدين الموحد لجميع أقوامهم والشاحذ لجميع قواهم فأصبحت المواجهة بحق بين أمة موحدة وبين شتات من اليهود حرفتهم العقيدة الصهيونية العنصرية وجندتهم لتنفيذ (نكبة) ثانية بعد نكبة 1948وفي هذا المعنى صرح المتطرف بن غفير للقناة 12 التلفزيون الإسرائيلي زاعما بأن "الشعب الإسرائيلي بعد أن هجر الفلسطينيين عاش 75 سنة من الراحة رغم حروب 56 و 67 و 73 التي انتصرنا فيها جميعا وأدعو الى عملية تهجير ثانية تمنحنا 75 سنة جديدة من الاستقرار"! ولا مناص من استعراض الموقف القطري من مذبحة المعمداني لأنه أجرأ المواقف العربية وأشدها تمسكا بثوابت الشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال:" أدانـت دولـة قطر بأشد العبارات قصف الاحتلال الاسرائيلي للمستشفى الاهلي المـعـمـدانـي فـي غــزة، واعـتـبـرتـه مـجـزرة وحشية، وجريمة شنيعة بحق المدنيين الـــعـــزل، وتــعــديــا ســـافـــرا عــلــى أحــكــام الـقـانـون الــدولــي، والــقــانــون الانـسـانـي الـــدولـــي. وأكـــــدت وزارة الــخــارجــيــة فــي بــيــان الثلاثاء، أن تــوســع الـهـجـمـات الاســرائــيــلــيــة فــي قــطــاع غـــزة لـتـشـمـل المستشفيات والمــــدارس وتـجـمـعـات الــســكــان مما يعتبر تصعيدا خطيرا فـي مـسـار المـواجـهـات، ويـــنـــذر بـــعـــواقـــب وخــيــمــة عــلــى أمــن واستقرار المنطقة كـمـا حـــذرت في نفس الــســيــاق، مــن أن تواطؤ المجتمع الدولي، تارة بالصمت، وتـــارة أخــرى بـالانـتـقـائـيـة إزاء جـرائـم الـــحـــرب، والـــجـــرائـــم ضـــد الانــســانــيــة الـتـي يـرتـكـبـهـا الاحــتــلال بـحـق الشعب الـفـلـسـطـيـنـي سـيـزيـد حــالــة الاحـتـقـان، ويوسع دائـرة العنف، ويقود إلـى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار. وطالبت المجتمع الدولي، في هذا الصدد، بتحمل مسؤوليته وردع إسـرائـيـل مـن ارتـكـاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين. وجــــددت الـــــوزارة، مــوقــف دولـــة قـطـر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الـشـقـيـق، وإقــامــة دولـتـه المـسـتـقـلـة على حــدود عــام،1967 وعـاصـمـتـهـا الـقـدس الشرقية" هذا البيان الرسمي لدولة قطر ينخرط في مسار الدبلوماسية القطرية التي ترتكز على جملة من المبادئ والقيم لا فقط على حسابات المصالح ونجد قطر في هذه المحطة المنذرة بالمخاطر لا تتزحزح قيد أنملة عن توجيهات قائدها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله الذي ما فتئ يصدع بهذه المواقف المشرفة في العديد من المناسبات لعل آخرها ضمن خطاب سموه على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي في نيويورك. مواقف اعتبرتها عديد الدول والمنظمات وثائق تحفظ للأجيال القادمة حتى يستلهموا منها وتنير لهم طريق المستقبل. لعل الله سبحانه بحكمته الربانية أراد أن يقدم لأمته عبرة من عبر التاريخ ويؤكد لها سنة من سننه الخالدة حين ابتلاها بعدو لا يرحم ولا يقيم وزنا لكل المواثيق المغشوشة التي وضعوها ورفعوها شعارات مضللة تدعو لما يسمونه حقوق الانسان بل وحتى حقوق الحيوان فتبين للأمة اليوم أنها أدوات تضليل وهيمنة وإبادة جماعية أي مجرد استمرار لما فعله أجداد هؤلاء في القارة الأمريكية منذ 1492 وفي أستراليا ثم افريقيا والهند حيث عادت مناهج الإبادة باعتبار الشعوب حيوانات للقنص.