12 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تنضم إلى حلف الممانعة

20 أكتوبر 2015

روسيا تنسق مع إيران والعراق والأسد وحزب الله.. روسيا تنسق مع إسرائيل.. إذن إيران وحزب الله والأسد والعبادي ينسقون مع إسرائيل.هذه هي المعادلة الآن في المنطقة، التي تكشف التحالف الإسرائيلي الروسي الإيراني العراقي السوري وحزب الله، أو"حلف الممانعة الجديد" في المنطقة بزعامة روسيا بالطبع.هذا الانقلاب التاريخي في المنطقة "كبير وجذري" ليس لأنه جديد، بل لكونه أصبح علنيا، ولأول مرة يجمع التنسيق العسكري العملي الأسد وإسرائيل وحزب الله ضد "عدو مشترك" هو الشعب السوري، والأمة العربية. وهو تحالف متشعب ومتعدد الاتجاهات، فارسي روسي من جهة، وصليبي شيعي علوي من جهة أخرى، فالكنيسة الأرثوذوكسية تعتبر الحرب الروسية في سوريا "حربا مسيحية مقدسة" وحسن نصر الله زعيم الله اعتبر أن حزبه يخوض "حربا شيعية مقدسة"، وإيران تخوض "حربا شيعية مقدسة" في سوريا التي تعتبرها الولاية الإيرانية الخامسة والثلاثين، وقوات الدفاع العلوية تخوض هي الأخرى "حربها المقدسة". جميع هذه القوى تخوض "حربا مقدسة" ضد عدو واحد، وهو الشعب العربي السوري المسلم، وهذا يعني أنهم يعتبرون "السوريين" كفارا لابد من محاربتهم، لأن مفهوم الحرب المقدسة هي "الحرب ضد الكفار".ليس من قبيل الصدفة أن يحاول القادة الروس أن يبتعدوا عن مفهوم الحرب الدينية فقد أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن روسيا تدافع عن مصالحها القومية في سورية لا عن أشخاص بعينهم، معتبرا أن بقاء بشار الأسد في السلطة ليس مسألة مبدأ بالنسبة إلى موسكو.لكن الأمر مختلف بالنسبة لإيران وحزب الله والمليشيات الشيعية والعلوية، فالحرب في سوريا، دينية وعقائدية خالصة، وتدخل الشيعة الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين في سوريا بدأ بحجة "حماية المراقد الشيعية" وشعارات "يا لثارات الحسين"، و"زينب لن تسبى مرتين"، لاستثارة الحالة الدينية العقائدية لتحشيد الشيعة من أجل الحرب في ضد الشعب السوري، تماما كما فعلت الكنائس الأوروبية عندما استثارت الحمية الدينية لتحشيد المسيحيين في حروبها الصليبية. وهو ما ينطبق على الحالة الشيعية أيضا، فالحسين بن علي رضي الله عنهما ثار من أجل الحق، ضد الظلم والطغيان والتعسف، والشعب السوري ثار أيضاً ضد الظلم والطغيان والتعسف، أي أنه سار على خطى الحسين بن علي رضي الله عنهما، ومع هذا وقف من يقولون إنهم "أتباع الحسين" ضد من سار على نهج الحسين، أي أنهم انقلبوا على أنفسهم، وهذه شيزوفرانيا خطيرة في الحالة الفكرية والممارسات العملية، وهي ذات الشيزوفرانيا التي تقبل وجود الكيان الإسرائيلي في حلف الممانعة والتنسيق معه وتقاسم المعلومات والأهداف.ما يجمع بين هؤلاء جميعا في "حروبهم المقدسة" هو ما قاله نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف من أن "روسيا تتعاون مع كل الدول بما فيها إسرائيل، من خلال المركز المشترك للمعلومات في بغداد "لتنسيق العمليات بين أفراد القوات المسلحة الإيرانية والروسية والسورية والعراقية" والإسرائيلية، لأن "المتطرفين والإرهابيين الذين أنتجتهم الثورات العربية بدأوا بسد الفراغ الناشئ عن تأكل سلطة الدولة، وأنه "لا توجد دولة لديها الحصانة ضد هذا الشر العالمي يتعين علينا أن نتوحد لهزيمة هذا الشر". وهنا ينتقل مصطلح إمبراطورية الشر من إندونيسيا حتى المغرب من الحضن الأمريكي إلى الحضن الروسي لمواجهة "العدو العربي والإسلامي"، مما يبرر بناء تحالف عابر للعقائد بين روسيا وإيران وسوريا والعراق وإسرائيل وحزب الله" ومن خلفهم مصر ضد هذا "الشر" وهذا العدو "الإرهابي المتطرف" وفي مقدمته الشعب السوري ومن يدعمه أو يتعاطف معه.