15 سبتمبر 2025
تسجيلان الخوف احدى الصفات التي سكنت في اركان البعض منا، وتمكنت لدرجة فظيعة، قد نخاف من ابسط الامور في حياتنا، ونعترف بذلك، والخوف ليس عيباً ولا مرضاً نبحث له عن علاج، وهناك نبيٌ ذُكر خوفه كثيراً في القران، وكيف لا وقد بُعث الى الطاغيه فرعون، اليكم هذه الايات للتذكير: (إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى)، (لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى)، (فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى)، (ففررت منكم لما خفتكم)، (فخرج منها خائفا يترقب)، (لا تخف نجوت من القوم الظالمين)، (إني أخاف أن يكذبون)، كلها ايات ذكرها الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام وعن خوفه، وكيف ربط الله على قلبه، ولو تمعنا قليلاً لعلمنا ان الخوف لا يقتصر فقط على الاقدام في ميادين الوغى، فالخوف لا ينقضي فقط عند الخطأ بل عند قول الحقيقة ايضاً وهذا الخوف قد يتحول الى شجاعة كما وجدنا في سيرة نبي الله موسى عليه السلام. نجد ان شجاعة موسى عليه السلام جعلت الخوف لم يتمكن منه بل خوفه تحول الى شجاعة وهذا الشيء جعله يقدم على فرعون، فالشجاعة الا يعظم المرء خوفه فيُهزم، بل التغلب على الخوف ضروري، ان الكثيرين يجدون في انفسهم نوعاً من انواع الخوف، وهذا ليس عيباً ولكن العيب ان يتمكن الخوف منهم فيرجعون ادراجهم وتضيع الفرص من بين ايديهم، فالانسان ضعيف بطبعه ولا حول ولا قوة له، فلولا استعانته بقوة الله لضاع وغرق بوسط المخاوف. انني لأتعجب من الذين يدعون الشجاعة المُثلى التي لا مثيل لها، وينكرون ان الخوف قد يتسلل الى قلوبهم عند اشد المواقف، يظنون انه عيب وعار (منذ متى كان الخوف عاراً)، الم تجد اعتراف موسى عليه السلام بخوفه، وهو نبي من انبياء الله تعالى؟ وهناك قصة محمد عليه السلام وخوفه فقد كان عليه الصلاة والسلام يظهر عليه آثار الخوف إذا تغيرت عليه الأحوال، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى لهواته، إنما كان يبتسم، وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً، عرف ذلك في وجهه، فقالت: يا رسول الله، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيها مطر، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية! فقال: "يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيها العذاب؟ فلقد عذب الله قوماً بالريح، ولقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا"، وكان من شدة خوفه عليه الصلاة والسلام ووقوفه بين يدي ربه يبكي حتى يسمع لصدره أزيز. فعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسمعت لصدره أزيزاً كأزيز المرجل من خوف الله عز وجل" فهذا هو الخوف عند محمد عليه السلام وهو الخوف من الله وعذابه، وهذا الذي نريده ان يكبر في صدورنا، فمن خاف من الله (انزل الله عليه الامن والامان). لحظة: انني بين سطوري اعترف ان بني ادم خُلق وجُبل على الخوف فالانبياء كانوا يخافون فمن نكون نحن حينما ندعي الشجاعة الكاملة؟ بصمة: علينا ان نخاف، اتعلمون ممن؟ من الذين لا يخافون الله تعالى (هذه الفئة حقاً علينا ان نخافها).