15 سبتمبر 2025
تسجيلالحكام أوصلوا الشعوب العربية إلى درجة من الاستعباد والذل قالوا لنا فيما مضى.. في المدارس والكتب.. إن أجود وأفضل أنواع الصمغ في العالم .. هو الصمغ العربي والمنتشر في السودان بصورة كثيرة، ولكن يبدو الآن وبعد كل هذه السنين.. يبدو أننا نحتاج إلى تحديث معلوماتنا القديمة وأن نعدّل من هذه المعلومة فلقد اكتشفنا بأن هناك أنواعا أخرى من الصمغ العربي شديدة الالتصاق وعالية الجودة ومنتشرة في كثير من الدول العربية والإسلامية.. إنهم "الحكّام العرب" الذين جاوزت مدة حكمهم ورئاستهم لشعوبهم المقهورة المظلومة لمدد تتجاوز العشرين سنة فأكثر، ذلك لأنهم شديدو الالتصاق بكراسي الحكم بصورة عجيبة تجعلك تدرك بأنهما جزآن لا ينفصلان عن بعضهما البعض، إلا بعملية جراحية .. وهو الأمر الذي تفعله الثورات الشعبية المباركة الآن.. أو بانتهاء صلاحية الصمغ .. وبموت الصمغ .. أقصد .. الحاكم .. غير مأسوف عليه. إن الشعوب العربية وصلت إلى درجة من الاستعباد والذل بحيث أصبحت لا يؤخذ برأيها في أي أمر هام ولا تافه، لأنها أصبحت في نظر حكامها أتفه من أن يشاورها الحاكم في توافه أمورها ناهيك عن مشاورتها في حقوقها ومصيرها الذي قرره لها حكامها وقسموا لهم أرزاقهم وأعمارهم .. ظنّاً منهم بأنهم يقسمون رحمة الله، وخابوا وخسروا عندما ظنّوا مجرد الظنّ بأن الأرزاق والأعمار بأيديهم وطوع أمرهم. من يستمع لخطابات " ذو الوجهين " الرئيس اليمني علي عبدالله .... وعذراً لعدم ذكر الاسم الثالث له لعدم وجود فراغ في المقالة يتسع لصفات فخامة الرئيس المتعددة .. من يستمع لهذا "الصمغ العربي" .. أقصد لهذا الحاكم العربي الذي سيقاتل حتى آخر رمق وآخر نفس في حياته لكي يتشبث بالحكم والكرسي .. خاصة بعد أن ظننا جميعاً - ويالسذاجة ما ظننا – بأنه قد رجع من الخارج بخفي حنين .. طالباً العفو والصفح عما مضى، وراغباً بأن يقضي بقية حياته في وطنه يستمتع بهواء بلاده وبتلك الثروة التي سيستمتع بصرفها بعد إحالته للتقاعد بعد انتصار الثورة، وإنما رجع لنا من جديد بعد أن تمت معالجته "شكلياً" ومعنوياً ليعود لنا ذو الوجهين من جديد ليكذب على شعبه بوجه فيقول بأنه عازم على ترك السلطة وليكذب علينا بوجهه الآخر كذلك فيقتل النساء والأطفال والأبرياء من أبناء شعبه .. كل ذلك من أجل أن يلتصق أكثر وقت ممكن على كرسي الحكم، ولا ندري هل كان يكذب بوجهه المحروق هذه المرّة أم أنه الوجه القديم المعهود لنا منذ اندلاع الثورة في بلاد اليمن الشقي الحزين، والذي سيتحول إلى يمن سعيد حقاً بمجرد انتهاء صلاحية مثل هذا الصمغ "شديد الالتصاق" وأن يستبدل بمادة شفافة .. مكوناتها .. الحرية والعدل وتحقيق شرع الله على أرض الله .. وهاهو من جانب آخر مازال يقتل ويسفك الدماء يوماً بعد آخر هذا المدعو ببشار الأسد الذي لم يأخذ لا معنى اسمه الأول ولا حتى شكل وظاهر اسمه الأخير، فهذا الصمغ العربي الرديء السام إنما هو من الرداءة بمكان بحيث أصبح يحتمي بجيش من الحيوانات الضارية التي تقتل بلا رحمة، حتى أصبحنا نألف خبر القتل الجماعي اليومي منذ اندلاع الثورة السورية المباركة وحتى هذه اللحظة، حيث ظننا – ويالسذاجة ما ظننا – بأن هذا النظام المجرم النازي سيملك من الرحمة الشيء القليل الذي يجعله يكف سريعاً عن قتل شعبه وأبناء وطنه، ولكن كيف لذلك الجيش الذي يعتنق عقيدة البعث والخوارج على الإسلام ويعتنق الشرك مذهباً له ويستنجد بأحمدي نجاد الذي هبّ لنجدته كما تهبّ اللبؤة للدفاع عن أشبالها في العراق ولبنان، فكيف لا تهبّ في الدفاع عن "الأسد" .. بذاته هذه المرّة، وهو الذي لعب على وتر محاربة الصهيونية كما خدعونا بذلك دهراً من الزمن كما لعبت بذلك الوتر إيران وحزب الله من قبله، فظننا – ويالسذاجة ما ظننا – بأننا أمام أعداء للصهيونية ولإسرائيل، فإذا بنا نجد أنفسنا أمام أصدقاء لإسرائيل وأعداء للأمة العربية والإسلامية، وكفاناً ضحكاً على أنفسنا ونحن ندافع عن إيران كدولة مسلمة شقيقة وإنما هي مصطلحات للاستهلاك غير الآدمي، فما عدنا نصدق في إيران إلا عدواً يتربص بنا الدوائر .. كما قد تربصت بأهل السنة في إيران وأعدمتهم في الطرقات والميادين، حتى خرج علينا "الأحمدي" بعد حين ليندد بقمع الحريات في البحرين والسعودية وهو الذي "آخر" من يتكلم عن الحريات وحقوق الانسان، ويبدو أنه هو الآخر "صمغ فارسي" شديد الالتصاق بالكذب والزور والبهتان، ولقد آلمني بقدر ما أضحكني ذلك الكم الكبير من الكذب في كلام ممثل سوريا لدى الجامعة العربية في الاجتماع الطارئ لبحث الأوضاع في سوريا، وطبعاً لن أذكر اسم ذلك الشيء أقصد الممثل لأنه فعلاً ممثل للكذب والأباطيل حين يقلب الحقائق ويترحم على شهداء جيشه القذر ويصفهم بالشهداء في حين لم يأت على ذكر الآلاف الذين قتلهم أولئك الشهداء حسب زعمه، ناهيك عن نكتته السخيفة التي اختتم بها خطابه بأنهم اكتشفوا وجود أسلحة إسرائيلية لدى المتظاهرين، ويالها من لعبة قديمة ساذجة، فإن كانوا قد اكتشفوا ذلك فإننا قد اكتشفنا بأن أولئك الحكام وأعوانهم هم أنفسهم ..أسلحة إسرائيلية تحصد أرواح العرب والمسلمين تماماً كما يفعل اليهود وأعداء الأمة عندما وضعوا لنا مثل هذا النوع الشديد الالتصاق والسام والرديء من الصمغ العربي على كراسي الحكام حتى أصبح لابد للشعوب إذا ما أرادت أن تغير حكامها .. فعليها أن تخلع الكرسي معها .. لأنهما معاً .. جسد واحد له خوار.