14 سبتمبر 2025

تسجيل

أسرار "مبادرة واشنطن" لتشليح مصر من هويتها (1)

20 سبتمبر 2016

أشعلت "مبادرة مصر.. وطن للجميع" أو ما سمي "مبادرة واشنطن" عاصفة من الانتقادات، وشن عدد كبير من المصريين هجمات شرسة على المبادرة وأصحابها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى درجة دفعت القائمين عليها لإنكارها أولا باعتبارها تسريبا غير صحيح، أو "تسريب فيه مغالطات"، ثم الإعلان رسميا عن المبادرة بعد إجراء تعديلات عليها. هذه المبادرة التي تضمنت 10 بنود، تحولت إلى تسونامي لأنها مست الهوية العربية والإسلامية للشعب المصري، وعمدت إلى "تشليح" مصر من عروبتها وإسلامها، فقد نصت المسودة المسربة من المبادرة في بندها الثاني أن "الهوية المصرية الجامعة بطبقاتها المتنوعة هي العامل المشترك الموحد لعناصر الشعب المصري" فيما نصت البنود الثالثة اللاحقة من الثالث وحتى الخامس على أن "السيادة والسلطة والشرعية من الشعب وللشعب وحده، ويحكم العلاقة بين قواه المختلفة دستور مدني والمساواة التامة بين كل المواطنين"، كما جاء في البند الثالث، ودعت في البند الرابع إلى "صياغة دستور مدني ينص صراحة على عدم تدخل الدولة في المؤسسات الدينية أو العكس"، أما البند الخامس فقد كان الأكثر تفجرا إذ نص على أن "الدولة لا هوية ولا مرجعية لها إلا مدنيتها. ولا مؤسسات دينية تابعة لها، بحيث لا يتدخل الدين في الدولة ولا تتدخل الدولة في الدين".بعد ذلك جاء الإعلان الرسمي عن المبادرة مع تعديلات ليست جوهرية بالطبع أبقت على البنود الثاني والثالث والرابع كما هي، مع تعديل البند الخامس ليصبح:"عدم تدخل الدولة في الدين وعدم تدخل المؤسسات والمنظمات الدينية في الدولة، سواء كانت مثل هذه المؤسسات والمنظمات رسمية أو غير رسمية، مع تجريم استغلال الدين بغرض الحصول على أي مكاسب سياسية أو حزبية، ولا تتدخل الدولة في حق الفرد في حرية العبادة وتقف على مسافة واحدة من جميع الأديان".هذه المبادرة حتى بعد التعديل الطفيف هي إعلان حرب على مصر والمصريين لأنها تنزع هوية مصر العربية الإسلامية وتلقيها في سرداب "هوية هلامية" غامضة، وهي أخطر من كل ما قاله الانقلابي عبد الفتاح السيسي، الذي لم يتجرأ، حتى الآن على الأقل، على إلغاء الهوية العربية والإسلامية لمصر، رغم أنه يفعل ذلك بدون إعلان طبعا.مبادرة "إلغاء الهوية العربية والإسلامية لمصر" لم تنبت في الفراغ فقد أعلن مصدر مقرب من القائمين على مشروع "مبادرة مصر.. وطن للجميع" إن ورشة "واشنطن" ضمن مجموعة من الورش والاجتماعات التي عُقدت في بعض الدول المختلفة، منها تركيا وأمريكا وقطر وبلدان بأوروبا، خلال الفترة الأخيرة شارك فيها عدد كبير من القوى والشخصيات الوطنية. وأن بعض القوى المدنية المصرية دعت إلى تكرار تجربة حركة النهضة التونسية، بفصل الدين عن الدولة".الأسئلة الهامة هي: كيف تم طبخ "مبادرة واشنطن"، ومن يقف وراءها؟ وما اللقاءات التي تمت في باريس وعواصم أخرى ومهدت للسفر إلى واشنطن؟ وهل ترتبط "ورشة واشنطن" التي صدرت عنها المبادرة ترتبط بجهات أمريكية، وهل تعامل بعض المشاركين على أن الولايات المتحدة تعد سيناريو جديدا لتغيير الأوضاع في القاهرة على غرار اجتماعات البرادعي وآخرين في واشنطن قبل انقلاب 30 يوليو 2013؟ وهل تورط بعض المشاركين في لعبة ليسوا طرفا فيها ولم يكونوا جزءا منها في الأصل؟ وهل تم خداع بعض المشاركين الذين لم يعلموا شيئا عن حقيقة ما يجري؟هذه الأسئلة وغيرها أجيب عنها بإذن الله في الجزء الثاني من المقال، وبمعلومات حصلت عليها من بعض المشاركين في "الورشة" التي أسفرت عن مبادرة تقول لا لهوية مصر العربية الإسلامية.