30 أكتوبر 2025
تسجيلالله أكبر.. الله أكبر ما لبس الحَجِيج ملابسَ الإحرام.. الله أكبر.. الله أكبر ما رأوا الكعبة فبدَؤُوها بالتحيَّة والسلام.. الله أكبر.. الله أكبر ما لامسوا الحجر، وطافُوا بالبيت، وصلُّوا عند المقام.. الله أكبر ما اهتدوا بنور القرآن، وفرحوا بهدي الإسلام.. الله أكبر ما وقَف الحجيج في صَعِيد عرفات.. الله أكبر ما تضرَّعوا في الصفا والمروة بخالص الدعوات.. الله أكبر ما غفَر لهم ربهم، وتحمَّل عنهم التَّبعات.. الله أكبر ما رموا وحلَقُوا وتحلَّلوا ونحَرُوا، فتٌمَّت بذلك حجَّة الإسلام.. الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.بهذا الدعاء أبدأ كلامي عن العيد الذي يأتي علينا وحال المسلمين كما تعلمون ولست أعلم منكم به ولكن، لا نملك إلا الدعاء والتوسل الى الله العلي القدير أن يرفع عنه غضبه ومقته وأن يجعل بلادنا أمنا وأمانا وأن يعود كل غريب الى بيته ووطنه سليما معافا.وهنا لابد من وقفة، أن نوجه كل طاقتنا من أجل إخواننا اللاجئين السوريين وما يعانونه في بلاد شتى وفي مخيمات وتجمعات وعلى الحدود في أوروبا وأن نقف معهم وقفة كل من يملك ضميرا حيا وكل من يتحلى بروح الإسلام، التي تحثنا على الرحمة والسلام وإيواء الجار، وصلة الرحم فيهم، فهم منا ونحن منهم مسلمون نوحد جميعنا بكلمة "لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله".وقبل أن نتكلم عن العيد لابد أن نرفع أكفنا الى العلي القدير أن يرحم شهداء الحرم المكي ممن سقطت عليهم الرافعة وهم ساجدون طوافون عابدون ناسكون، فاللهم يا الله يا رحمان يا رحيم يا واسع الغفران اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدلهم داراً خيراً من دارهم وأهلا خيراً من أهلهم وادخلهم الجنة ونجهم من عذاب القبر وعذاب النار بحق إنهم أتوك طالبين رحمتك وغفرانك فلبوا نداءك وفاضت أرواحهم الطاهرة على رحاب بيتك الطاهر إنك غفور رحيم.والعيد بالنسبة لي هو عيد التضحية والفداء يوم فدى رب العالمين الذبيح إسماعيل بكبش من عنده، ويوم ضحى الخليل إبراهيم بابنه من أجل طاعته لأوامر الله عز وجل، ويوم لبى الصغير وسمع ونفذ أمر الله فيه ففداه الله وفدى من يقصر بأضحية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الى يوم الدين.لذا كما يقول أحد شيوخنا الأجلاء "إن على الجميع أن يضحي، فالمسلم الذي يحافظ على صلاته في وقتها هذه تضحية، الموظف الذي يؤدي وظيفته بأمانة واتقان هذه تضحية، العامل الذي يعمل بإخلاص ولا يغش هذه تضحية، الطبيب الذي يخدم الإنسان بعلمه هذه تضحية، الزوج الذي يعمل ليعف نفسه وأهله هذه تضحية، الزوجة التي تطيع زوجها وتقوم على خدمته هذه تضحية، الولد الذي يعمل جاهدا على إرضاء والديه، هذه تضحية، المسلم الذي يعفو ويسامح الآخرين هذه تضحية، وكل مسلم يقدم خدمة لله ولمجتمعه ولأمته فهذه تضحية.. فأين من يسلك طريق التضحية ويسجل له موقفا ينفعه هناك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".وأخيراً اللهم في هذه الأيام المباركة أن تحفظ بلادنا وأميرنا وشعبنا ووطنا من كل مكروه وسوء، انك نعم المولى ونعم النصير، وانتهز هذه الفرصة لكي أتقدم بأجمل وأرق التهاني والتبريكات الى مقام سيدي أمبر البلاد المفدى وإلى كل عائله آل ثاني الكرام والى كل من ينتسبون اليهم والى كل شعب قطر الحبيبة مواطنين ومقيمين وكل عام وجميع المسلمين في كل مكان بخير ويمن وبركة وعيد سعيد على الجميع، وكل عام وأنتم بخير.