12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأقصى يقلب مسار التاريخ

20 سبتمبر 2015

يخطئ الإسرائيليون إذا ظنوا أنهم يستطيعون العبث بالمسجد الأقصى المبارك دون أن تكون العاقبة فوق رؤوسهم بشعة وعنيفة، فالمسجد الأقصى يرتبط ارتباطا وثيقا بعقيدة المسلم، فهو جزء من إيمانه، وارتباط الأرض بالسماء، وهو في عقيدة كل مسلم في العالم، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء، وبالتالي فإن ما كرسه الرسول الكريم لا يمكن لأحد في العالم أن يلغيه، وهذا من خصائص هذه المدينة العظيمة، والمسجد الأقصى الذي يرتبط بمكة المكرمة برباط قدسي لا يمكن فتق عراه.في المسألة العقائدية أيضا، فإن المسجد الأقصى طريق العبور نحو التغيرات التاريخية الكبيرة، فقد نص القرآن الكريم في سورة الإسراء، على القتال بين المسلمين واليهود، وأن المعركة النهائية ستكون هزيمة اليهود هزيمة منكرة، وهو وعد الله للمسلمين في سورة الإسراء: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" إلى قوله تعالى:" فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا".وهذه الآيات واضحة بأن اليهود سوف يهزمون في معركة الأقصى وأن كل ما بنوه سيسحق بشكل كامل".هذه الآيات جزء من عقيدة أي مسلم في العالم، وهي غير قابلة للمساومة والتجزئة، وستتحق بإذن الله وقدرته، كما حدث وجاء اليهود إلى فلسطين، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم قبل 14 قرنا بقوله: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبدالله، هذا يهودي ورائي تعال قاقتله، إلا شجر الغرقد".إذن المسألة بالنسبة للمسلم محسومة، والمعركة الحاسمة مع اليهود في فلسطين آتية لا محالة، وهو في تقدير الله تعالى، وهي شرط من شروط يوم القيامة كما أخبر المصطفى عليه السلام.الاحتلال اليهودي الإسرائيلي يمارس كل أنواع الغطرسة والعلو في المسجد الأقصى حاليا، ينتهك المسجد ويقتحمه ويقتل المصلين فيه ويطلق عليهم الرصاص والغاز، ويحرق أجزاء منه، معتقدا أنه بذلك يفرض سطوته وسيطرته على المسجد الأقصى، لكن الصورة الحقيقية غير ذلك، لأن الأقصى هو مرجل النار الذي يشعل الغضب الإسلامي في كل مكان، حتى وإن ظن اليهود أن الأمة العربية والإسلامية مثخنة بالجراح والهموم والمشاكل، فالأمة تتعالى على جراحها عندما يتعلق الأمر بالأقصى، فهو يجمع كل المختلفين على صعيد واحد من أبناء الأمة، حتى وإن كانوا خصوما فيما بينهم.المسجد الأقصى معركة الأمة الكبرى، وهو المعركة الرابحة التي سيهزم فيها اليهود هزيمة تاريخية تقتلع ما يسمى بإسرائيل من الوجود نهائيا، وتعيد فلسطين إلى وضعها الطبيعي وسكانها الأصليين الطبيعيين، الفلسطينيين العرب المسلمين، وهي معركة آتية لا محالة، ولن يستطيع أحد أن يمنعها بإذن الله، لأنها وعد الله للمؤمنين.