29 أكتوبر 2025

تسجيل

دولة قطر في مواجهة العواصف الإقليمية

20 سبتمبر 2014

يدخل العالم العربي، وتدخل المنطقة الخليجية مرة أخرى في أتون صراعات عسكرية دموية ساخنة ضمن إطار الحملة الدولية لمواجهة مخاطر تمدد تنظيم (داعش) الإرهابي في أراضي العراق والشام، وحيث تشكل تحالف دولي واسع تحت القيادة الأمريكية لدرء مخاطر ذلك التنظيم الإرهابي المعتمد على شبكة واسعة ومنظمة من العلاقات.ودولة قطر شأنها شأن بقية دول الإقليم كانت قد حذرت مرارا من سياسات الإقصاء والتهميش والظلم التي تتخذها بعض الأنظمة في المنطقة وتغليب الحلول الأمنية والمقاربات الدموية العنيفة على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، وكان الموقف القطري المسؤول والملتزم في بداية اندلاع أحداث وشرارة الثورة السورية في الخامس عشر من مارس 2011 لافتا للنظر ومتقدما وحضاريا، في تحذير نظام دمشق من تجاهل المطالب الشعبية والجماهيرية وفي القلق والتوجس والتحذير من الإجراءات العسكرية والقمعية العنيفة التي لجأ لها نظام دمشق وهو يسخر من انتفاضة الجماهير ويعتبرها مجرد مؤامرة كونية، فيما كان يعد العدة ويرسم السيناريوهات المقررة والمعدة سلفا في كواليس المخابرات السورية لعسكرة الوضع، ولتشويه الثورة، ولإطلاق الجماعات والعناصر الإرهابية من السجون السورية ودسها وسط تجمعات الثوار السلميين المطالبين بالحرية والعدالة وحرية التنفس والتخلص من نظام المخابرات والسطوة العائلية والطائفية وبسلمية مطلقة رغم رصاص القمع وأسلوب قطع الأظافر والحناجر الوحشي الذي تخصص به نظام القمع السوري، فانطلق الموقف القطري المبدئي والإنساني والشجاع، ملبيا نداء الأخوة والإنسانية وحرص على وقف النزيف الدموي المريع في الشام والوصول لحالة توافقية تنهي الأوضاع المأساوية هناك، إلا أن للنظام السوري المتغطرس وبعقليته ومنهجيته الاستخبارية الصرفة حسابات ومعايير أخرى ترتبط برؤيته الإرهابية وفلسفته الرثة في استعباد الشعب السوري. ويسجل التاريخ الدبلوماسي والإنساني دور قيادة دولة قطر الحاسم في نصرة الشعب السوري رغم كل المغريات والخسائر التي تكبدتها دولة قطر في نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ولكن المبادئ والقيم لا تشترى ولا تباع وهي قطعا ليست مواقف قابلة للتفاوض والمساومة.واليوم تبذل قطر جهودا جبارة في محاولات حقن دماء الأبرياء وتوفير العوامل والبيئة المناسبة لعلاقات تكاملية وبناءة بين شعوب المنطقة، وتعمل حثيثا وفي الإطار الأممي من أجل فك عقد العديد من الملفات الصعبة والشائكة والتي كان من أبرزها التوسط لإطلاق سراح جنود الأمم المتحدة من الفلبين وفيجي في هضبة الجولان، وإطلاق سراح الصحفي البريطاني من أيدي خاطفيه.وما تفعله الدبلوماسية القطرية من فك أسر معتقلي الجيش اللبناني في عرسال، إضافة للمشاركة الفاعلة ضمن المنظومة الدولية لحرب الإرهاب والتطرف، وهي مواقف تجندت لها الدبلوماسية القطرية وفق توجيهات ورؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يحرص، أشد الحرص، على استمرار قوة وزخم واندفاع دولة قطر في ممارسة دورها الريادي في العالم وكقطب إقليمي مهم في صياغة وصناعة السلام في المنطقة والعالم وفق رؤية ومقاربات حضارية متقدمة. العواصف الشديدة التي تجتاح المنطقة اليوم بحاجة لنواخذة وربان ماهر لقيادة السفينة نحو شواطئ الأمان والسلامة، وقد تعودت قيادة الدولة في قطر على التحرك بمختلف الاتجاهات لتعزيز الأمن والسلام الإقليميين وصناعة التقدم وبناء قلاع التطور والتغيير نحو الأفضل.منهجية السلام والتعاون القطرية تعبير حيوي عن رسالة قطر الحضارية التي تتشكل اليوم وتبرز معالمها في وضع دولي وإقليمي ينذر بالخطر والشر المستطير. بكل تأكيد ستعبر المنطقة وشعوبها نحو بوابات الأمان طالما كانت الدبلوماسية المسؤولة الملتزمة بالثوابت الوطنية العليا هي أساس التحرك، فقطر وطن السلام وتعمل بكل طاقتها من أجل تعزيز فرص السلام والتطور.