15 سبتمبر 2025
تسجيلأساء رجل وتجنى على محمود الورَّاق، فلم يرد عليه الوراق وسكت عنه، ولكنه أنشأ يقول: إِنِّي وَهَبتُ لظالمي ظُلميوشكرتُ ذاكَ لَهُ على علميورأَيتُه أَسْدَى إليَّ يَدَاًلما أَبانَ بجهلِهِ حلميرَجَعَتْ إساءتُهُ عليهِ، وليفضلٌ فعادَ مُضاعَفَ الجُرْمِفكأنَّما الإحسانُ كان لَهُوأنا المسيءُ إليهِ في الزَّعْمِمازالَ يَظلمني وأَرْحَمُهُحتى رَثَيتُ لَهُ من الظُّلْمِوَغَدوَتُ ذا أَجْرٍ ومَحْمَدَةٍوغدا بكسبِ الظُّلمِ والإِثمِ وصاحب كتاب الأغاني ينسب هذه الأبيات إلى رجل اسمه مساور الورَّاق.. والله أعلم.. سوداء العيون مريضةلما علم كُثير عَزَّه بمرضها اهتزت الأرض تحت قدميه ثم شد الرحال لزيارتها.. وفي ذلك يقول:يَقولونَ سَوداءُ العيون مريضةٌفأَقبلتُ من أَهلي إليها أَعُودُهافواللهِ ما أَدري إذا أنا جِئتُهاأَأُبرئها من دائها أَمْ أَزيدُهاإذا جئتُها وَسْطَ النساءِ مَنَحْتُهاصُدوداً كأنَّ النفسَ ليس تُريدُهاولي نَظْرةٌ بعد الصُّدودِ من الجَوَىكنظرةِ ثكلَى قد أُصيبَ وحيدُهاوكنتُ إذا ما جئتُ سُعدَى أَزورُهاأَرَى الأرضَ تُطوى لي ويَدنو بعيدُهامن الخَفِراتِ البيضِ وَدَّ جَليسُهاإذا ما انْقَضَتْ أُحدوثَةٌ لو تُعيدُها الشاعر الأخطل والربيع..قال الأخطل الصغير "بشارة الخوري" يصف الربيع وازاهيره المتفتحة وزنبقاته الناعسة:خَلَعَ الربيعُ على الثَّرى من وَشْيِهِحُلَلاً يَظَلُّ بها الثَّرى يَتَخَيَّلُنَوْرٌ إذا مَرَت الصَّبا فيهِ النَّدَىخِلْتَ الزَّبَرْجَدَ بالفَريدِ يُفَصَّلُفكَأَنَّها طَوراً عيونُ ضَوَاحِكٍوكأَنَّها طَوراً عيونٌ هُمَّلُ أما أبو نواس فيقول:يَومٌ تَقَاصَرَ واسْتَبَثَّ نَعيمُهُفي ظلِّ مُلْتَفّ الحَدائق أَخضراوإذا الرياحُ تَنَسَّمَتْ في رَوْضِهِنَثَرَتْ بِهِ مِسكاً عليكَ وعَنبرا والمعلَّى الطائي يقول:وقد نَبَّهَ النيروزُ في غَلَسِ الدُّجَىأَوائلَ وَرْدٍ كُنَّ بالأَمسِ نُوَّمايُفَتِّقُهُ بردُ النَّدىَ فكأَنَّهُيَبُثُّ حَديثاً كانَ قَبلُ مُكَتَّماوسلامتكم...