19 سبتمبر 2025
تسجيلكثير ما نرى ونسمع عن أناس يتخلون عن مبادئهم التي كانوا يدافعون عنها مراراً وتكراراً، وذلك من أجل الماديات والمصالح الشخصية، وهذا أمر نراه كثيراً في وقتنا الحالي، إلا أنه يظل غير مقبول، لكن ما يثير دهشتنا إذا قام الجار بامتلاك حرية لا حد لها وخلع عباءة الأخوة التي بناها التاريخ والزمن، وبلحظة ما، تخلى عن جميع مبادئه وسخر إمكاناته وأمواله وما فوق الأرض وتحتها من أجل أهداف ليس كما يروج لها بأنها تعود على ذات البلاد بالنفع والفائدة! استخدمت تلك الدول جاهدة وسائل الإعلام بكل أنواعها لتجييش شعوبها وتمرير آلياتها الخاصة من خلالهم، حيث بثت خطابات الكراهية بكل أشكالها في كل وسائل الإعلام ولم تكتفِ بذلك!! بل عمدت لتشكيل جيش إلكتروني نراه يسبح ويقدس بحمدهم صباحاً ومساءً، وذلك من أجل المساعدة في صنع تأييد شعبي كبير ..! وبعد تكريس الجهود في الجيش الإلكتروني أخذت صناعة الرأي العام منحى آخر، ألا وهو إثارة النزعات القبلية عن طريق دعمها ماديا ومعنويا وجعل صوتها مسموع وبث رسائل الكراهية عن طريقها لإيهام العامة أن حصار دولة قطر لم يأتي إلا لمصلحتهم ..! نحن نعيش الآن ونشهد فترة التحولات الاجتماعية الكبيرة، فهذه الأحداث لا بد لها أن تؤثر أو تكون قد أثرت على أواصر الترابط بين الشعوب التي يجمعها الدين واللهجة والعرق والدم الواحد، فنجد أن الحصار الجائر قد أدى لقطع الكثير من العلاقات بين الأسر والأقرباء مما له آثار سلبية على المدى البعيد. هذه الدول تورطت في هذا الحصار فلم تجد مخرج منه حتى الآن ونرى تخبطها واضحا جلياً وذلك بلجوئها إلى الفن الرخيص المبتذل وإصدار الأغاني الرخيصة بمشاركة أشهر المطربين، وهذا الأمر إن دل على شيءفإنما يدل على أن هذه الدول قد استنزفت كل ما لديها، وأنه لم يعد بمقدورها حتى ابتكار المزيد من التهم، ولم تتمكن من إخضاع دولة قطر رغم المحاولات العديدة التي باءت كلها بالفشل. بل أصبحت دولة قطر ولله الحمد مكتفية ذاتياً تسير على النهج السليم لا يضرها كيد الكائدين ومستمرة في المزيد من النجاحات والتقدم والازدهار ولم يؤثر بها هذا الحصار، بل زادها قوة ومكانة.