16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المونودراما فن راقٍ وقديم جدا وهو من الفنون الدرامية حول العالم وهو شكل من أشكال المسرح التجريبي التي تطورت واتسعت رقعتها خلال القرن العشرين وهو نتاج فن القول أو سرد القصص وهو عبارة عن خطبة أو مشهد مطول يقوم به الممثل واحد على خشبة المسرح لفظ المونودراما مشتق من كلمة إغريقية وهو فن الممثل الواحد وفي بعض الدول يسمونه (وان مان شو) أو (سولو بلي) وهناك فرق كبير بين فن المونودراما وفن المونولج..ظهرت المونودراما عند الإغريق فكان أول من قدم هذا الشكل المسرحي الفردي هو ثيسبس حيث بدأ يتحرك بها وينشط فيها عندما وقف على حجر وأخذ يقدم أعماله المسرحية ثم صنع عربة من دورين وأخذ يطوف المدن والأماكن العامة لكي يقدم عليها أعماله المسرحية فكان أول ممثل في تاريخ البشرية أوجد فن المونودراما عام 534 ق م ثم بدأ يقل الاهتمام بهذا الفن الراقي إلى أن ظهر مرة أخرى واجتمع عليه مجموعة من الفنانين مثل (برناندشو) عام 1900 فكتب أول مسرحية له من نوع المونودراما (بيجامليون) فهي أول مسرحية تم توثيقها كمونودراما ثم جاء بعده الكثير من الفنانين الذين قدموا فن المونودراما منهم انطوان تشيخوف الألماني حيث قدم الكثير من الأعمال المونودراما منها (مضار التبغ) ولاقى نجاحا كبيرا ثم أخذ هذا الفن يخفق مرة أخرى رويدا رويدا فقد صار هناك اختلاف بين الفنانين بشأن هذا النوع من الفنون فمنهم من رأى أن هذا النوع من المسرح يتخذ الجانب الفردي وتبنى هذا النوع من المسرح الكاتب الأيرلندي صمويل بيكيت ومنهم من قال إن المسرح شكل جماعي وليس شكلا فرديا حيث يرى الإنجليزي بيتر بروك أن المونودراما تفقد المسرح الكثير من ألقه ووهجه الخاص لأنها تعتمد على الممثل الواحد الذي يبنى عليه العرض بأكمله فلا تفاعل بين ممثل أول وممثل ثان ضمن ثنائية الأخذ والرد التي تؤسس لفعل درامي حقيقي على خشبة المسرح وتبنى هذه المقولة الرومانسيون والواقعيون والمدارس المسرحية الأخرى. أغلب مسرحيات المونودراما أفكارها متشابهة إما أن تتحدث عن الإنسان وهمومه أو تتحدث عن الأب والأم والزوجة الوفية أو الخائنة أو الابن الضال أو الضائع فكلها عبارة عن خواطر حتى الحوار لا يكتب كأدب مسرحي. من إشكاليات المونودراما الجمهور هو الحكم الأول لأي عرض مسرحي فهو الذي يقرر نجاحه أو فشله من خلال استجابته وتلقيه لهذا العرض ويعتبر أكثر نخبوية ويتابعه الخاصة من المثقفين والفنانين إلا ما ندر من التجارب المونودرامية التي تمسكت بالجماهيرية بتناولها لقضايا تهم المتلقي فمعظم نصوص المونودراما تكتب ولا تحمل مقومات الجمال وحوارها سردي ومترهل لا حيوية فيها ولا أفعال مع أن المسرح هو فعل ديناميكي متحرك. تجارب قليلة هناك تجارب قليلة ظهرت في هذا النوع من الفنون ولكن سرعان ما خفت صيتها لأسباب عدة منها أن ممثلا واحدا على الخشبة يقوم بفعل كل شيء طيلة وقت العرض والممتد أحيانا إلى ساعة كاملة فهو يوصل الرسالة من خلال صوته وإيماءته وهو الوحيد الذي له حق الكلام وإصدار الأفعال وأحيانا يقوم بعمل أكثر من شخصية في العرض لذا يجب أن يمتلك هذا الممثل إمكانات كثيرة منها الأداء السليم والكوميديا والتراجيديا والغناء والطقس والرقص والعزف على آلات موسيقية وإيقاعات ولديه القدرة على التحول السريع من حالة إلى حالة والرجوع إلى الحالة التي كان عليها بسلاسة دون أن يخل بشروط اللعبة وأن يملك الخبرة الطويلة في فن التمثيل وأن يملك كاريزما ونرجسية تساعدانه على شد المتلقي له.