13 سبتمبر 2025

تسجيل

ذلك الدم المصري المستباح..؟

20 أغسطس 2014

وسط مهرجان الدم والدموع والآلام الذي يضرب الشرق القديم برمته في حروب الإرهاب المتنقلة والتي فرضت أوضاعا شاذة وغير مسبوقة، يستمر الدم الشعبي المصري النازف في السيلان في شوارع المدن المصرية الرافضة للظلم، والمطالبة بالعدالة والإنصاف، والنابذة للإرهاب والساعية لتكريس المبدأ الإنساني الشهير بحق الشعوب الحرة في تقرير مصيرها، ففي غيبة واضحة ومريعة للعالم الحر ولمؤسساته الإعلامية والقضائية مرت الذكرى السنوية الأولى لمجزرة رابعة والنهضة والتي كانت عدوانا بينا وفظا على الروح الإنسانية، حيث داس العسكر بأحذيتهم الثقيلة على كل مبادئ الثورة المصرية وكرسوا عصور الظلم والشمولية وأعادوا التاريخ والمجتمع المصري القهقرى والوراء لمراحل وأيام السجن الحربي وسجن الواحات ومراكز التعذيب والقتل السلطوية التي انتفض المصريون في 25 يناير 2011 من أجل كتابة فصل جديد في ملحمة الحرية المصرية، فأبت إرادات العسكر ومن تحالف معهم من قوى الثورة المضادة إلا بالعمل على تكريس إرهاب الدولة وعلى ممارسة القمع بأقصى مدياته والمصحوب بحملات إعلامية ظالمة لشيطنة فكر الأحرار ولتشويه المواقف والتوجهات ولدعم مسيرة الفاشية والعدوان والانتهاك، حينما يقتل ألف شهيد مصري في الشوارع وتتكدس أكوام الجثث بدم بارد فإن الجريمة تمر ببرودة قاتلة وحيث يحرم على أهل القتيل الاحتجاج أو الزأر بالشكوى ويتهمون بالإرهاب لرفضهم سياسة الموت الشامل التي هي سلاح العسكر الوحيد والفاشل في مواجهة الأزمات.في مصر اليوم وأمام عيون العالم وسمع الناس تدور رحى مجزرة كبيرة وواسعة للحرية هي الأكبر والأشد ظلما وعدوانا منذ 23 يوليو 1952 وحتى اليوم، وهي مجزرة للأسف تباركها بعض الإرادات الدولية والإقليمية التي تآمرت بشكل صريح على حرية ودماء المصريين وتعمل جاهدة لطمس معالم الحقيقة الصارخة، والاستمرار في الغي والظلم حتى آخر مدى، فبرغم تقارير المنظمات الدولية وبرغم شهادات الأحرار في العالم وبرغم اتضاح كل الحقائق وانكشاف المستور، فإن العالم لم يعد للأسف يلتفت لآهات وصرخات المصريين الأحرار، إذ يستمر سفك الدم المصري وبمتوالية حسابية رهيبة في شوارع المدن المصرية، ويستمر مهرجان وكرنفال خلط الأوراق وتشويه الأحداث محولين الإرهابي لحمامة سلام وديعة وواصفين الضحية البريئة بكونها رموزا إرهابية، يترافق ذلك كله مع توالي فضائح مجزرة القضاء المصري عبر أحكام الإعدام العشوائية والجزافية وبالجملة والمفرق والتي تفضح عن هستيريا سلطوية عارمة لا تكرس إلا الفشل الصريح في مواجهة الإرادة المصرية الحرة، لقد قدم المصريون الأحرار آلاف الشهداء في طريق الحرية المقدسة وفي سبيل الدفاع عن الشرعية، وهم بما عرف عنهم من شكيمة وعزيمة نضالية وكفاحية وإصرار على سلوك دروب الحق رغم وعورته وقلة سالكيه على استعداد تام لتقديم المزيد من الضحايا والقرابين في طريق الحرية ووفقا لما تكفله شرائع السماء وقوانين الأرض العادلة، مذبحة المصريين الأحرار هي من الفظائع التي تشوه بالكامل وجه المؤسسات القانونية الدولية وبما يضع ألف علامة استفهام على مصداقية الأطراف الدولية التي تتاجر بشعارات حقوق الإنسان المعروضة اليوم في سوق النخاسة الدولية.. نقول لشعب مصر الحر الصابر، صبرا جميلا، فالأحرار لن يهزموا مهما تفرعن الطغاة، فالنصر قريب وأقرب من طوع البنان، ودماء أحرار مصر لن تذهب سدى، ذلك الوعد الحق، وتلك سنة الحرية، ولن تجدوا لسنته تبديلا... قلوبنا معكم يا شعب مصر الحر، وستنهار الفاشية ويفرح المؤمنين بنصره.