13 سبتمبر 2025

تسجيل

النصر يطرق أبواب غزة

20 يوليو 2014

أحد أطفال غزة الرائعين ممن تسربلوا بالبراءة والشجاعة قال: "هم اليهود مش قادرين على المقاومة جايين يفشوا يغلهم فينا".. بهذه العبارة أنهى هذا الطفل الذي لم يتجاوز سنواته العشر وصف ما جرى مع أصحابه الأطفال عندما قتلهم الطيران الإسرائيلي وهم يلهون على سطح بيتهم، فقتل 4 منهم وجرح آخرين، وهو ما تكرر على شاطئ غزة عندما قتلت قذائف البحرية الإسرائيلية الصهيونية 4 أطفال على الشاطئ وهم يلهون بكرة القدم.لم يكن هؤلاء الأطفال مقاتلين، ولم يحملوا سلاحا، بل كانوا يلهون على رمال البحر، رغم القصف والغارات والموت الذي تغرق رائحته كل قطاع غزة، لم يكن من هم لهؤلاء الأطفال سوى اقتناص لحظات من السعادة، وبدلا من ذلك قنصهم القتلة الإسرائيليون الصهاينة اليهود الذين لا يقيمون وزنا لحياة البشر، خاصة الفلسطينيين، وبدل أن يصطاد الأطفال "كمشة من الفرح" اصطادهم محترفو الإبادات الجماعية من الإسرائيليين.غزة ليست مجرد قطعة أرض محشورة بين حصارين، حصار العدو الإسرائيلي وحصار السيسي ونظامه الانقلابي، وليست مجرد 1.8 مليون إنسان فلسطيني محشورين في أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم، وهم ليسوا 339 شهيدا سقطوا في العدوان الهمجي البربري الإسرائيلي اليهودي الصهيوني حاليا ولا 2400 جريح ومصاب.. غزة هي التعبير عن السكين التي غاصت عميقا عميقا في اللحم العربي والإسلامي، وهي التعبير عن تشظي الأمة كلها من المحيط إلى الخليج، وحالة الهوان التي تعيشها هذه الأموات التي يتآمر جزء منها على فلسطين والفلسطينيين وعلى قطاع غزة.قتل أطفال فلسطين يعني قتل المستقبل، وقتل نساء فلسطين يعني اغتيال الشعب الفلسطيني كله في حاضره ومستقبله، فالكيان الإسرائيلي يعمل على استئصال أرحام النساء الفلسطينيات بطائرات إف – 16 ومروحيات الأباتشي الأمريكية الصنع والطائرات الزنانة والمدافع والصواريخ والقذائف.. حالة مبتكرة لإجهاض الحاضر والمستقبل الفلسطيني بأدوات القتل المدعومة من الأنظمة العربية التي تشارك في العدوان على فلسطين ومنها غزة.لن تتوقف المرأة الفلسطينية عن الولادة، وكما أقضت مضاجع الإرهابية الصهيونية اليهودية غولدا مائير، التي قالت إنها لا تستطيع النوم عندما تسمع بولادة طفل فلسطيني، فهي ستقض مضاجع الانقلابي الإرهابي عبدالفتاح السيسي وممولي الإجرام اليهودي من آل نهيان الذين يطالبون باستئصال الشعب الفلسطيني في غزة ومعهم أنظمة عربية أخرى.أطفال غزة كشفوا الجريمة والعفن والمؤامرة بدمائهم الزكية التي تسيل ليل نهار، وكشفوا عن تواطؤ أنظمة عربية احترفت العمالة والنذالة ضد شعوبها والأمة العربية كلها، وكشفوا أن حلف الشيطان أكبر مما كانوا يتوقعون، وأن عدواتهم أشد وأنكى.غزة تصنع تاريخا جديدا للعرب والأمة بشقيها، العربي والإسلامي، وانتقلت من إحصاء القتلى وتلقي الضربات إلى توجيه الضربات والقصف بما هو متاح من أسلحة وصواريخ، وبما تملكه من إمكانات مادية قليلة، لا تساوي عشر ما يتقاضاه سمسار واحد من سماسرة السلاح والفساد في الأنظمة العربية، ضربت وقنصت عصب مدن الاحتلال الإسرائيلي من عاصمته تل أبيب إلى مفاعله النووي ديمونا ومطاره وشواطئه، وعلمت العالم كله درسا بليغا في الحروب غير المتكافئة، وأجبرت العالم كله على الاعتراف بالمقاومة الفلسطينية وأنها هي العنوان وليس أزلام سلطة عباس ميرزا التي تتآمر على الشعب الفلسطيني.أطفال فلسطين في غزة ونساؤها أقوى وأكبر وأهم من كل التحليلات السياسية الفارغة، ورجال فلسطين في غزة فوق كل مجد لأنهم هم المجد نفسه وهم الفخار السؤدد وهم البأس والقوة والصمود والإيمان، إنهم رجال الإيمان والإسلام والجهاد والمقاومة.. إنهم جند الله الموعودون بالنصر من الله تعالى، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد وما النصر إلا صبر ساعة حتى لو تآمر عليها حكام الإمارات ومصر واجتمع عليهم الغرب وملة الكفر والحلف الصليبي وأحفاد مسيلمة الكذاب.غزة على موعد مع النصر، ورجال غزة على موعد مع النصر.. هذا وعد الله ولن يخلف الله وعده.