12 سبتمبر 2025
تسجيلاللباس الشيطاني وبما أنَّ اللباس الشرعي تشريع من الرحمن الرحيم العليم الحكيم ،فاللباس الذي لا يستر العورة إغواءٌ من الشيطان الرجيم ،الذي دائماً يعمل على إغواء وإضلال ابن آدم ،فإذا لبس الرجل ثياباً لا تستر عورة أو فيها تشبه بالمرأة وثيابها أو ما يعمل اليوم من اللعب بالملابس التي لا صلة لها بملابس المسلمين وإذا ألقت المرأة حجابها ،ولبست لباس الكافرات وقلدتهن في ما يلبسنه من الثياب الرقيقة والمفتحة والموصفة دلَّ هذا على أن هذه الثياب من وحي الشيطان لأنه كما قال الله عنه محذراً منه . ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ) فنزع الثياب عن العورات وتفصيلها بطريقة لا تستر ولا تحفظ هو طاعة للشيطان واستجابة لوسوسته فهو وراء انكشاف العورات لأنه هو الذي يوسوس لابن آدم ليكشف عورته ويترك تغطيتها ويهمل في سترها .وهذه مهمته لعنه الله حسدا وحقدا على ابن آدم . ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) ( قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً) ( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) لأنه هو الذي تسبب في انكشاف عورة آدم عليه السلام وظهورها بعد ما كانت مستورة عنه كما قال تعالى ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا) يقول ابن كثير :إن الله تعالى أباح لآدم وحواء أن يأكلا من الجنة من جميع ثمارها إلا شجرةً واحدة . فحسدهما إبليس وسعى في المكر بهما والوسوسة لهما والخديعة ليسلبهما ما هما فيه من النعمة واللباس الحسن ،فأقسم لهما أن الله تعالى منعهما من الأكل من هذه الشجرة لئلا يكونا ملكين خالِدَيْنِ فاستجاب له آدم ( فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) طه . يقول ابن كثير :وقال وهب بن منبه في قوله (ينزع عنهما لباسهما ) قال : كان لباس آدم وحواء نوراً على فروجهما لا يَرى هذا عورةَ هذه ولا هذه عورةَ هذا ،فلما أكلا من الشجرة بدت لهما سوآتهما . رواه ابن جرير بسند صحيح إليه .لبس ثياب الكبر يقول رسول الله :من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يُخيره من أىِّ حُلل الإيمان يَلبَسُها . أبو داود والترمذي وقال :حديث حسن .سواء للرجال أو النساء .ملابس الكبر في زماننا : ثياب الرجال التي تُحدث صوتاً ،إذا أقبل تسمع لمشيه بتلك الثياب صوتاً كأنه الرجل يسحب أو يجر له شيئاً ،والفساتين النسائية والأحذية وشنط اليد التي تقدر بعشرات الآف .ـ لبس الحرير للرجال لغير عذر شرعي إنما فخفخة وإظهارا للبطر والاستعلاء وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير وبيَّنَ عقوبة لابسه في الآخرة ( لا تلبسوا الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة . متفق عليه .وقال : إنما يلبس الحرير من لا خلاق له .وفي رواية :من لا خلاق له في الآخرة .أى لا نصيب له .