13 سبتمبر 2025
تسجيل*ذات يوم جاء كفار قريش إلى أبي طالب ومعهم عمارة بن الوليد بن المغيرة، وكان من أحسن فتيان قريش وقالوا له: خذ هذا بدل محمد يكن كالابن لك وأعطنا محمداً نقتله، فقال أبو طالب: ما أنصفتموني يا معشر قريش، آخذ ابنكم أُربيه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه..! ثم أنشد قائلاً: واللهِ لن يَصلوا إليكَ بجمعهم حتى أُوَسَّدَ في التُّرابِ دَفينا فاصدع بأَمركَ ما عليكَ غضاضة وأبشر، وقر منكَ عُيونا ودَعوتَني وعلمتُ أنَّكَ صادقٌ ولقد صَدَقْتَ وكنتَ ثَمَّ أَمينا ولقد علمتُ بأنَّ دين محمدٍ من خَيرِ أديانِ البريَّةِ دِينا أُمُّ المَراثي *بعد أن قُتل مالك بن نويره قال أخوه مُتَمِّم بن نويره يرثيه بهذه القصيدة التي أسماها الأصمعي بأمِّ المراثي: لَعَمري وما دَهري بتأبين هالِكٍ ولا جَزَعٍ مما أَلَمَّ فأَوْجَعا لقد غَيَّبَ المِنهالُ تحتَ ردائهِ فَتًى غيرَ مِبطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوَعا تَراهُ كَنصلِ السَّيفِ يَهتَزُّ للنَّدى إذا لم تَجِد عند امرئ السَّوء مَطْمَعا فَعَينيّ هَلاّ تَبكيانِ لمالِكٍ إذا هَزَّتِ الريحُ الكَنيفَ المرَفَّعا وأَرملَة تَمشي بأَشْعَثَ مُحثَلٍ كَفَرخ الحُبارى ريشُهُ قد تَمَزَّعا وما كانَ وقَّافا إذا الخيلُ أحجمتْ ولا طالباً من خَشيةِ الموتِ مَفْزَعا ولا بكهامٍ سَيفُهُ عن عَدوِّهِ إذا هو لاقَى حاسِراً أَوْ مُقنَّعا أَبَى الصبر آياتٌ آراها وأَنَّني أَرَى كُلَّ حَبْلٍ بعد حَبْلكَ أَقْطَعا وأَني متى ما أَدْعُ باسمك لم تُجِبْ وكنتَ حَريّاً أَنْ تُجيبَ وتَسْمَعا تَحيتهُ منِّي وإن كانَ نائياً وأَمسى تُراباً فَوقَهُ الأرضُ بَلْقَعا فإنْ تَكُن الأيامُ فَرَّقْنَ بيننا فقد بانَ مَحموداً أَخي حينَ وَدَّعا فعشنا بخيرٍ في الحياة وقَبلَنا أصابَ المَنايا رَهْطَ كِسرَى وتُبَّعا فلما تَفَرَّقنا كأَنِّي ومالكاً لِطُولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليلةً مَعَا وسلامتكم...