14 نوفمبر 2025

تسجيل

العنيد يكسب قضيته

20 يوليو 2012

من يعرف محمد بن همام العبدالله منذ أن كان رئيساً لنادي الريان والاتحاد القطري للكرة الطائرة والإنجازات التي حققها بصحبة رفاق دربه رجال الريان من مؤسسين وأعضاء وعاملين في ذلك الزمن الجميل.. أقول من يعرف هذا الرجل يعرف عشقه لعمله وتفانيه وإخلاصه حتى يحول المكان الذي يرأسه إلى مؤسسة نموذجية يحتذى بها. ومن يتابع مسيرته منذ ترؤسه الاتحاد القطري لكرة القدم في عام 92 وحتى اليوم الأخير له بين أروقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعلم عشق هذا الإنسان للتطور والإبداع والإنتاجية لما يمتلكه من فكر عال وخيال واسع جعل القاصي والداني يعجب بشخصيته وإرادته وتحديه وتغلبه على كافة المصاعب وتخطيه العراقيل التي واجهته في مشواره العملي منذ بداياته وخطواته الأولى في المجال الرياضي. ولكن الأزمة التي واجهها محمد بن همام منذ أكثر من عام هي الأشد في حياته وأكثرها قسوة ومرارة وما هو أكبر وأكثر جرحاً وأشد ألما على الإنسان إلا عندما يتهم في شرفه وسمعته وذمته لمجرد أنه استخدم حقه في الترشح لأكبر مؤسسة كروية في العالم (الفيفا) والوقوف في وجه بلاتر (صديق الأمس) أو معرفة الأمس (لأن الصداقة في حياة هؤلاء الأشخاص لا معنى لها في قاموسهم). فالتهمة التي وجهت إليه بتقديم الرشاوى قبل انتخابات العام الماضي كانت بالإمكان تقضي عليه معنوياً ونفسياً وتجعله يعتزل العالم بأسره ولكن لإرادته القوية وإيمانه بالله عز وجل وببراءته من هذه التهمة الملفقة بدأ في مشوار صعب وهو استعادة السمعة الطيبة التي رسمها له كل الناس خلال مسيرته وهذا كان الشغل الشاغل له والهدف الوحيد فلم يعد يهمه كرسي الاتحاد الآسيوي أو انتخابات الفيفا أو أي مناصب رياضية أخرى. ولأنه كان واثقاً ومؤمناً بربه وبأنه سينصفه وسيظهر للملأ المؤامرة الدنيئة التي أحيكت ضده لإبعاده عن انتخابات رئاسة الفيفا واصل مشواره رغم الصعوبات التي واجهها خلال هذه الفترة والتي تخطت العام حتى ظهر القرار العادل من محكمة التحكيم الرياضي الذي برأ بوجاسم من التهمة المنسوبة إليه وألغت قرار إيقافه عن العمل الرياضي مدى الحياة. إن هذا الحكم يجعلنا نشد على يدي هذا الرجل لصبره على ابتلاء رب العالمين وقدرته على مواجهة من شككوا في ذمته وأخلاقه لدرجة أنهم نسبوا كل النجاحات التي حققها في حياته للرشاوى والهدايا وما شابه ذلك. أبارك لبوجاسم هذه البراءة المستحقة والتي تؤكد مجدداً الفساد المنتشر والمستوطن في الاتحاد الدولي لكرة القدم وأقول له إنه إذا ما نوى العودة مجدداً للعمل في المجال الرياضي فهذا مكسب للرياضة وليس لشخصه وإذا قرر الابتعاد حالياً (برغبته الشخصية وإرادته الحرة) فما حققه من نجاحات وإنجازات كخليجي أو عربي في الاتحادين الآسيوي والدولي تجعله يرفع رأسه عالياً وسط أعدائه والشامتين به وقت الأزمة التي انتهت وأصبحت مجرد ذكرى ولكن هذا الحكم العادل أصبح واقعا مؤلما لرموز الفساد في الفيفا.. قبل النهاية.. تستاهل يابوجاسم وكل عام وأنتم بألف خير بمناسبة شهر رمضان الكريم واللي حلت بركته على محمد بن همام.