13 سبتمبر 2025

تسجيل

«اطلبوا العلم ولو في الصين»

20 يونيو 2024

يصادف هذا العام الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. على مدى عشرين عامًا، كانت الصين والدول العربية تمضي قدما نحو المستقبل المشترك جنبًا إلى جنب، حيث قامت بالتعاون الوثيق في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة وغيرها، ووضع نموذج للتسامح والاستفادة المتبادلة بين الحضارات المختلفة في العالم. في عام 2022، عُقدت القمة الصينية العربية الأولى بنجاح، حيث اتفقت الصين والدول العربية على بذل الجهود الكاملة لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وإدراج الحوار الحضاري كمحتوى هام من «الأعمال الثمانية المشتركة» للتعاون العملي الصيني العربي. خلال القمة، عقد الرئيس الصيني شي جينبينغ وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اجتماعًا ثنائيًا، حيث أشاد كلا القائدين بنتائج تفاهم الشعوب بين الصين وقطر، ووضعا خريطة الطريق للتواصل الثقافي والشعبي بين الجانبين في المرحلة القادمة. بفضل رعاية وقيادة رئيسي الدولتين، ومع الاستفادة من زخم القمة الصينية العربية، ارتقى التعاون الثقافي والشعبي بين الصين وقطر إلى مستوى جديد بسرعة. يزداد عدد الشباب القطريين الذين يتعلمون اللغة الصينية ويحبون الثقافة الصينية بشكل مطرد، حيث شاركت أول دفعة من الطلاب الشباب القطريين في المخيم الصيفي «جسر اللغة الصينية» في الصين، وتم إنشاء أول مركز امتحان مستوى اللغة الصينية اتش اس كي في الدوحة. كما يزداد تبادل الزيارات بين شعبي البلدين يوما بعد يوم، حيث زاد عدد رحلات الطيران المباشرة بين الصين وقطر من أكثر من 30 رحلة أسبوعيا إلى 58 رحلة. وأصبحت قطر وجهة لا بد من زيارتها للعديد من السياح الصينيين، قد بلغ عدد الزوار الصينيين الذين دخلوا إلى قطر في عام 2023 نحو 56,000 زائر، بزيادة قدرها 240% مقارنة بالعام السابق. ساهم التطور المزدهر للتواصل الثقافي والشعبي بين الصين وقطر في تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين شعبي البلدين، والمساعدة على التواصل الثقافي والشعبي بين الصين والدول العربي وبناء مجتمع المستقبل المشترك. حاليًا، تمر العلاقات الصينية العربية بأفضل مراحلها التاريخية، ويواجه التواصل الثقافي والشعبي بين الصين وقطر والدول العربية فرصًا غير مسبوقة. في الآونة الأخيرة، عقدت الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بنجاح في بكين. في الكلمة الرئيسية خلال حفل الافتتاح، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ «المعادلات الخمس للتعاون» بين الصين والدول العربية، داعياً إلى إجراء التواصل الثقافي والشعبي بين الصين والدول العربية على نطاق أوسع، وطرح سلسلة من الإجراءات الملموسة مثل إنشاء «المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية»، والسعي لتحقيق تبادل 10 ملايين سائح بين الصين والدول العربية في السنوات الخمس المقبلة. سيساهم طرح الإجراءات وتطبيقها في تعزيز الأساس الشعبي لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتهيئة المزيد من الظروف المواتية للتواصل الثقافي والشعبي بين الصين وقطر. يعد عام 2024 عاما مهما للتواصل الثقافي والشعبي بين الصين وقطر. فقد تمت إقامة عرض فني بعنوان «عيد الربيع السعيد.. شينجيانغ مكان رائع» في قطر بنجاح، حيث أشاد العديد من الأصدقاء القطريين بأنه «أفضل عرض فني». قام الباحثون من مركز الجزيرة للدراسات بزيارة الصين، واستكشفوا منطقة شينجيانغ الجميلة والمستقرة والمزدهرة. نظمت هيئة قطر للسياحة جولات تعريفية بعنوان «التمتع بالحياة في قطر» في بكين وشانغهاي والمدن الأخرى، لمساعدة المزيد من المواطنين الصينيين على اكتشاف جمال الطبيعة والمعالم الثقافية في قطر. مؤخرا، أقام متحف سانشينغدوي في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي الصين بالتعاون مع قرية كتارا الثقافية القطرية معرض الضوء والظل الرقمي، وعرض للمواطنين في الدوحة جمال الحضارة البرونزية الصينية التي تعود لما قبل ثلاثة آلاف عام. كما ستشارك دفعة جديدة من الشباب القطريين في المخيم الصيفي «جسر اللغة الصينية» في الصين، لتنفيذ «اطلبوا العلم ولو في الصين». في المستقبل، ستنظم قطر المزيد من الأنشطة للتواصل الثقافي والشعبي بين الصين والدول العربية، لرفع تفاهم الشعوب بين الصين وقطر والدول العربية إلى آفاق جديدة. إن علاقات الدول تقوم على صداقة الشعوب، وصداقة الشعوب تقوم على تواصل القلوب. تحرص سفارة الصين لدى دولة قطر على العمل مع أصدقائنا في مختلف الأوساط القطرية لتنفيذ التوافقات المهمة لقيادتي البلدين ونتائج هذه الدورة من منتدى التعاون الصيني العربي، وخلق مزيد من الفرص الجديدة لتعزيز التواصل الثقافي والشعبي وتفاهم الشعوب بين البلدين وتوطيد الأساس الشعبي لعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يقدم مزيد من القوة الإيجابية لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. نتمنى تطورا مزدهرا للتواصل الثقافي والشعبي وصداقة خالدة بين الصين وقطر.