11 سبتمبر 2025
تسجيلتضرب الصداقة الصينية العربية بجذورها في أعماق التاريخ، وتتجدد على مر الزمان. على مدار 2000 عام من التاريخ، توصلت الأمتان الصينية والعربية بشكل مستمر براً وبحراً، وكنا شركاء في طريق الحرير القديم، حيث قطعنا مسافة بعيدة للتواصل التجاري والشعبي، وكنا رفاق الطريق في النضال من أجل الاستقلال الوطني والتحرر الشعبي، حيث وقفنا كتفا بكتف وشاركنا في السراء والضراء، وكنا أصدقاء في مسيرة تنمية بلداننا، حيث تبادلنا الدعم وتعاوننا للمنفعة المتبادلة، في هذه المسيرة، رسمنا صفحات باهرة للتعاون والصداقة. وفي الوقت الحالي، تدخل العلاقات الصينية العربية إلى أفضل مراحلها في التاريخ، حيث يتعمق التعاون الاستراتيجي الصيني العربي يوما بعد يوم، وقد حقق الجانبان مستوى أعلى من الثقة الاستراتيجية المتبادلة. تعتبر الدبلوماسية على مستوى القمة ضمانا أساسيا للثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية. خلال العقد الماضي، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ مع سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خمس مرات، حيث توصلا إلى سلسلة من التوافقات لتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقطر، بما فيها وضع خطة عريضة للتعاون الودي بين البلدين. في السنوات الأخيرة، استقبل الرئيس شي جينبينغ بنجاح قادة فلسطين والجزائر وسوريا وموريتانيا وغيرها من الدول العربية في الصين. تحت قيادة الدبلوماسية على مستوى القمة، تعززت الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية باستمرار، وشهدت العلاقات بين الجانبين تطورا شاملا وسريعا وعميقا، مما أفاد شعوب الصين والدول العربية بشكل ملموس. يعتبر السعي المشترك للتنمية قوة دافعة لا تنضب للثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية. فقد تمت إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقطر وغيرها من 14 دولة عربية وجامعة الدول العربية، وأصبح العالم العربي من إحدى المناطق أكثر كثافة من عدد الشركاء الاستراتيجيين للصين. كالدول الواقعة على طول طريق الحرير القديم، دعمت الدول العربية بنشاط مبادرة «الحزام والطريق». تعتبر قطر من أولى الدول التي وقعت على وثائق التعاون في مبادرة «الحزام والطريق» مع الصين، وعضوا مؤسسا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. تدعم وترحب الدول العربية عمومًا بمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وتشارك بنشاط في «مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات». في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، أنشأ الجانبان 19 آلية تعاون مهمة، مما أدى إلى توسيع نطاق التعاون وتعزيز محتويات التعاون، وأصبح نموذجا للتعاون الجماعي بين الدول النامية. يعتبر التضامن والتآزر لون الخلفية المشرق للثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية. فيما يتعلق بالقضايا الساخنة والمعقدة في منطقة الشرق الأوسط، ظلت الصين تتمسك بالمواقف الموضوعية والعادلة، وستظل دولة تبني السلام وتعزز الاستقرار في الشرق الأوسط. في عام 2023 وبتوسط من الصين، توصلت السعودية وإيران إلى المصالحة التاريخية، مما دفع في منطقة الشرق الأوسط نحو موجة من المصالحات. تدعم الصين دائمًا الدول العربية، بما في ذلك قطر، في الحفاظ على سيادة البلاد والكرامة الوطنية والاستقلال واستكشاف طرق التنمية بشكل مستقل وحل القضايا الأمنية الإقليمية عن طريق التضامن والتعاون. كما تدعم الدول العربية الصين بحزم في الحفاظ على المصالح الجوهرية والهموم الكبرى، وأكدت حكومة قطر عدة مرات أنها تلتزم بثبات بمبدأ الصين الواحدة. شهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تصعيدا حادا منذ أكتوبر الماضي، الأمر الذي سبب أزمة إنسانية خطيرة وترك معاناة شديدة للشعب. عقدت الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين مؤخرا، حيث أشار الرئيس شي جينبينغ في كلمته الرئيسية إلى أن الجانب الصيني يدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويدعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر. سيقدم الجانب الصيني مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان بعملة الرنمينبي، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التي تم الإعلان عنها سابقا بقيمة 100 مليون يوان بعملة الرنمينبي، بهدف دعم تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة؛ وسيتبرع بـ3 ملايين دولار أمريكي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، بهدف دعم الوكالة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة. كان أقوى صوت في هذا الاجتماع الوزاري هو الدعم الثابت للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة. وأصدر الاجتماع بيانًا مشتركًا بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، دعا إلى تهدئة الصراع في غزة في أسرع وقت ممكن، وضمان تقديم المساعدات الإنسانية، ومعارضة التهجير القسري للشعب الفلسطيني، مما يعكس التوافق المهم بين الصين والدول العربية على أساس «حل الدولتين» لتحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. أثبت التاريخ والتجارب أنه مهما تغير الوضع الدولي، ومهما واجهنا من صعوبات وعقبات، ظلت الصين والدول العربية شركاء للمنفعة المتبادلة وإخوة يتشاطرون السراء والضراء. ستواصل الصين السير على طريق الثقة الاستراتيجية المتبادلة مع الدول العربية، وتدعم بعضها البعض بثبات في الحفاظ على المصالح الجوهرية، وتلعب دورًا بناء في حل القضايا الساخنة في المنطقة والحفاظ على السلام والاستقرار، بما يرتقي بالعلاقات الصينية العربية في العصر الجديد إلى مستوى جديد باستمرار.