15 سبتمبر 2025

تسجيل

يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي

20 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر لكم ذنوبكم جميعا فاستغفروني أغفر لكم "رواه مسلم. قوله: " «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي» " يعني: أنه منع نفسه من الظلم لعباده، كما قال عز وجل: {وما الله يريد ظلما للعباد}. وقال سبحانه: {إن الله لا يظلم الناس شيئا}، وقال: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}. وهذا يدل على أن الله قادر على الظلم، ولكن لا يفعله فضلا منه وجودا وكرما وإحسانا إلى عباده.وقد فسر كثير من العلماء الظلم بأنه وضع الأشياء في غير موضعها. وفي الحديث: "لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم".وكونه سبحانه وتعالى خلق أفعال العباد وفيها الظلم لا يقتضي وصفه بالظلم، كما أنه لا يوصف بسائر القبائح التي يفعلها العباد، وهي خلقه وتقديره، فإنه لا يوصف إلا بأفعاله وصفاته، لا بأفعال عباده وصفاتهم.وقوله " «وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا» " يعني: أنه تعالى حرم الظلم على عباده، ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم، فحرام على كل عبد أن يظلم غيره. والظلم نوعان:أحدهما: ظلم النفس، وأعظمه الشرك، كما قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} {والكافرون هم الظالمون} ثم يليه المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائر وصغائروالثاني: ظلم العبد لغيره، وقد «قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».وفي " الصحيحين عن ابن عمر: «إن الظلم ظلمات يوم القيامة». وفيهما عن أبي موسى ": إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}. قوله " «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم» ". هذا يقتضي أن جميع الخلق مفتقرون إلى الله تعالى في جلب مصالحهم، ودفع مضارهم في أمور دينهم ودنياهم، وأن العباد لا يملكون لأنفسهم شيئا من ذلك كله، وأن من لم يتفضل الله عليه بالهدى والرزق، فإنه يحرمهما في الدنيا، ومن لم يتفضل الله عليه بمغفرة ذنوبه أوبقته خطاياه في الآخرة.قال الله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} وقال تعالى: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} وقال: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}. وقال تعالى حاكيا عن آدم وزوجه أنهما قالا: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}.وقوله " «كلكم ضال إلا من هديته» الهداية نوعان: هداية مجملة وهي الهداية للإسلام والإيمان وهي حاصلة للمؤمن. وهداية مفصلة، وهي هداية إلى معرفة تفاصيل أجزاء الإيمان والإسلام وإعانته على فعل ذلك، وهذا يحتاج إليه كل مؤمن ليلا ونهارا، ولهذا أمر الله عباده أن يقرءوا في كل ركعة من صلاتهم قوله: {اهدنا الصراط المستقيم}، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه بالليل: " «اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».