منازل الصادقين

من أراد أن يقف على جمال الصدق وأهله وزينة من تزيَّن فليطالع منازل الصادقين وما أعده الصدق لأهله بإذن الله من منازل الدنيا والآخرة . وأول هذه المنازل هُو أن الصدق ينفع صاحبه في وقت لا ينفع فيه مال ولا بنون ، ينفع صاحبه يوم القيامة ويُنجيه من عذاب الله ويُكرمُ ويُدخله الله الجنات يلقى فيها التحيةَ والسلامَ . يقول الله تعالى : قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .ومن منازل الصدق أن الله تعالى يكتب الصادق عنده صديقاً وهو صغية مبالغة وذلك لكثرة تصديقه بآيات ربه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا . وفي رواية : وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا . وأهل الصدق أعدَّ الله لهم المغفرة والأجر العظيم .يقول الله: ِإنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا . والصدق طمأنينة وسعادة نفسية وانشراح صدر. يقول رسول الله : دع ما يَرِيبُك إلى ما لا يَرِيبُك فإن الصِدقَ طمأنينةٌ والكذبَ رِيبَةٌ . والريبة هي الكذب . ويُدرك أهل الصدق بصدقهم الدرجاتِ الرفيعةَ والمقاماتِ الكبيرةَ يقول رسول لله : إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبوداود . وخص الله الذين أنعم عليهم فذكر منهم أهل الصدق .فقال الله تعالى : وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.