19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كتبت قبل شهرين تقريبا عن التهمة المنسوبة إلى الرئيس المصري الشرعي المنتخب "محمد مرسي" وهي تهمة: التخابر مع قطر. والآن أكتب عن نفس الموضوع - مرة أخرى - بعد صدور أحكامٍ من القضاء المصري ضد الرئيس مرسي بالسجن المؤبد بتهمة التخابر مع قطر.في الحقيقة التهمة سخيفة، والحكم عجيب!! فواضح أن تهمة التخابر ما هي إلا جريمة ملفقة، من أجل إصدار الأحكام على الرئيس الذي تم اختياره عبر انتخابات نزيهة، كي يستمر بقاؤه وراء القضبان.ثم كيف يتم اتهام رئيس دولة بالتخابر مع دولة شقيقة لها، لم يعرف عبر تاريخها سوى تقديم الدعم والعون لأشقائها العرب والمسلمين.فغزة وفلسطين تشهد لها، ووقوف قطر مع مصر في جميع أحوالها، أثناء الحكم العسكري بعد سقوط مبارك، وبعد تولي الرئيس مرسي للحكم، وحتى بعد الانقلاب، لدليل على حرص قطر على دعم الشعب المصري الشقيق أيا كانت قيادته.من العجيب أن يتم اتهام الأمين بالخيانة، في الوقت الذي تظهر فيه العديد من علامات الخيانة على غيره وهو يُكرّم!! البعض له اتصالات دائمة معلنة وسرية مع الصهاينة ضد الأمة وضد القضية الفلسطينية، فلماذا لا يحاكم بالخيانة؟البعض خان الرئيس الذي ائتمنه، وغدر به، وطعنه في ظهره، أليس هذا من يستحق المحاكمة على الخيانة؟أليس الأولى محاكمة من يستمر في محاصرة الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، فيُغرق الأنفاق، ويُغلق المعابر ويُضيق الخناق؟أعتقد أنه بعد هذا الحكم لا بد من تحرك عملي وسريع من قبل الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، باستنكار هذه الأحكام التي تمس دولة عضو في هاتين المؤسستين.الأمة العربية والإسلامية اليوم تمر بمحن وفتن، وتتعرض لأخطار داخلية وخارجية، وهي بحاجة إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة، ونبذ الخلاف.لكن وللأسف نجد أن تلك الأحكام الصادرة ضد الرئيس مرسي والتي فيها مساس بدولة قطر، إنما تصب في خانة شق الصف وزيادة التمزق والشقاق، بين الدول العربية، خاصة مع استمرار الإعلام المصري الرسمي وغير الرسمي في الهجوم على دولة قطر في حملة منظمة مكشوفة المعالم والأهداف!! تذكرت وأنا أقرأ خبر الأحكام على الرئيس "مرسي" حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة ".خيانة وطن للأسف أن أسهل وسيلة دنيئة تُستخدم لتحطيم الخصم - المُطالِب بالإصلاح السياسي- وإسقاط احترامه عند الآخرين هو اتهامه بخيانة الوطن دون بيّنة أو دليل.فيستخدم القضاء والإعلام لتشويه صورة أبناء الوطن، وتصويرهم على أنهم مجرمون ومخرّبون. وبلا شك أن في ذلك إخلالا في الترابط الاجتماعي، وبثا لروح الخوف والرعب وعدم الاستقرار عند المواطنين، لشعورهم بأنه من الممكن أن يكونوا الضحية القادمة في حال إبداء أي وجهة نظر تُخالف السياسة التي تنتهجها حكومة بلدك.أحيانا تحرص بعض الحكومات على تحقيق مكاسب قد يستمر أثرها لسنوات قصيرة جدا، لكن أثرها خطير جدا على المدى البعيد.ثم ما ذنب أن يتم حشر أُسر المعارضين وتشويه صورتهم في المجتمع، مع أنهم ربما يختلفون مع بعض الأفكار التي يطرحها أبناؤهم؟الخيانة الحقيقية هي أن تضع يدك بيد أعداء أمتك العربية والإسلامية، الخيانة واضحة المعالم هي تلك التي تجعلك تناصر حملة الصليب ضد أبناء التوحيد، الخيانة هي أن تتآمر على مطالبات صادقة ومستحقة للشعوب، وتسهم في دعم أنظمة ظالمة دكتاتورية، تقتل الشعوب وتستلذ في إراقة دمائها وإذلالها.إن المستضعفين في الأرض يرفعون أيديهم إلى السماء يستغيثون بالحكم العدل أن ينصفهم ويأخذ حقوقهم، وهو أحكم العادلين، الذي إن لم يرجع حقوقهم في الدنيا، فسيعوضهم بها في الآخرة، في المحكمة الإلهية التي لا تحابي أحدا.