16 سبتمبر 2025

تسجيل

ثورة أهل العراق بين النموذج المصري والسوري

20 يونيو 2014

على مدار ثلاث سنوات حاول أهل السنة بالعراق إيصال صوتهم إلى الدولة الجديدة في العراق التي أعقبت إسقاط نظام صدام حسين والتي يسيطر عليها الشيعة، من أجل رفع المظالم التي يتعرضون لها والتي جعلتهم مواطنين من الدرجة الثالثة في بلادهم.حاول أهل السنة خلال تلك السنوات إتباع النموذج المصري ــ التونسي في الثورة القائم على أساس السلمية في مواجهة قوات الأمن التي كانت دائما ما تقوم بفض تظاهراتهم وفعاليتهم الاحتجاجية وقتل وجرح الكثير منهم. وهو ما يعني أن النظام الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي قد زاد من المظالم التي قامت ضدها الثورة بدلا من مواجهتها والتقليل منها.كان استمرار الثورة السلمية لأهل السنة يعني مزيدا من القتل والبطش على يد القوات التي تنتمي في أغلبها للطائفة الشيعية، ولذا كان لابد من التحول إلى نموذج آخر يشبه في وضعه العلاقات السياسية القائمة في العراق. وهو النموذج السوري حيث الطائفة العلوية الشيعية تسيطر على الحكم وتسعى للقضاء على ثورة أهل السنة، وهو نموذج ثوري يقوم على المواجهة المسلحة.لكن هذا النموذج مخاطره كبيرة حيث يتحول إلى حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس، خاصة بالنظر إلى أهمية العراق بالنسبة للدول التي تقف إلى جانب نموذج الحكم الشيعي فيه مثل إيران والولايات المتحدة التي أسقطت حكم السنة الذي كان يقوده صدام حسين.ربما لم يتوقف أهل السنة في العراق كثيرا أمام هذه المخاطر لأنهم يتعرضون لها بالفعل على يد الحكم الشيعي ومن قبله على يد قوات الاحتلال الأمريكية حيث تتعرض المدن ذات الأغلبية السنية لمذابح مستمرة.جاءت الثورة المسلحة الأخيرة التي سيطر بها أهل السنة على مدن مهمة من المدن ذات الأغلبية السنية بعد فشل الثورة السلمية. لكن هناك أسئلة تطرح نفسها وقوات الثورة تدق أبواب العاصمة بغداد التي تعتبر من الخطوط الحمراء من جانب الدول التي تدعم الحكم الشيعي، تدور حول مدى إمكانية تحول هذه الثورة المسلحة إلى حرب أهلية طائفية إقليمية بين السنة والشيعة تدور رحاها على أراضي العراق وسوريا حيث تشارك فيها إيران بشكل مباشر كما تفعل في سوريا الآن؟ وماذا عن قوات "داعش" ودورها في هذه الثورة: هل هو لصالح الثورة أم لصالح أعدائها؟ ربما لم تنتظر إيران أو حتى الولايات المتحدة كثيرا للرد على هذا السؤال حيث أعلنت الحكومة الإيرانية دعمها الكامل للحكومة العراقية في مواجهة ما أسمته الإرهاب. وهو نفس ما فعلته الإدارة الأمريكية التي أعلنت عن نيتها إرسال أسلحة جديدة لحكومة بغداد تساعدها في هذه المواجهة.أما ما يخص داعش ودورها في هذه الثورة فستجيب عنه الأيام القادمة في ضوء المعلومات التي تشير إلى أن داعش ما هي إلا اختراق مخابراتي لأهل السنة في العراق وأن الهدف منها هو عدم خروج أهل السنة عن سيطرة دولة الشيعة الجديدة.