19 سبتمبر 2025

تسجيل

رعشة مجرورة بالكسرة

20 يونيو 2011

يقولون إن الأرض (بتتكلم عربي) وربما أكون مع هذه المقولة التي تسعدني بالطبع.. لكن في مصر وتحديداً في قاهرة المعز رحمه الله (وبشبش الطوبة اللي تحت راسه) فإن أرضها دامت لمدة تزيد عن الشهر تتكلم مجري وروسي وكوري وسلوفيني وصربي، بالإضافة إلى اللهجة الأم وهي المصرية!!..انتظروا!.. فليس لموضوع الاكتشافات العلمية دخل في ذلك أو ان اللغات قد اجتمعت لاختراع سلاح نووي مثلاً، وحاشى لله أن يكون لمصر هذا التوجه الخطير في نفض الغبار عن تاريخها العربي المشرف ولكني أتكلم عن...عن...عن... عن احتلال أصحاب هذه اللغات الأجنبية المراكز الأولى في مسابقة (الرقص الشرقي)!!.. يعني بالعربي (هز الوسط) في المسابقة التي أجرتها مصر (لإحياء) هذا الفن الشرقي (الأصيل) بعد أن اندثر بموت (سامية جمال وتحية كاريوكا) معلمات الرقص وكبر سن (فيفي عبده ولوسي ودينا) واعتزال المتصابيات منهن الآن!!..وخشية (شارع الهرم) من اهتزاز سمعته بافتقاده الأسماء الرنانة التي كان الشارع يتمايل على خصرها، فلا يعلم أحد إن كان باتجاه واحد أو باتجاهين!!.. بربكم ماذا تفعلون؟!.. فهل يعقل أن تقام مثل هذه المسابقات (المخزية) في الوقت الذي يجب أن يتسابق الجميع لصف الأولويات في حياتهم وبما يهم العباد والبلاد؟!.. بل هل يعقل أن تربط مصر العظيمة بتاريخها وحضارتها بتاريخ سامية جمال وتحية كاريوكا ومحاولة إيجاد البديلات اللاتي يمكنهن أن يعدن للرقص حلاوته ويملأن بأجسادهن الملتوية (بدلات الرقص) الفاضحة؟!.. هل يعقل أن أقرأ مثل هذا الخبر المقرف في الوقت الذي أرى فيه صورة (مالك تايسون) بطل العالم السابق في الملاكمة للأوزان الثقيلة وهو يطاطئ رأسه بخشوع أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي في الروضة الشريفة ويتهرب من معجبيه الفرحين به لتكون عمرته خالصة لوجه الله تعالى دون رياء أو استجداء لشهرة فارغة؟!.. بربكم أخبروني إن كنت أنا الفارغة التافهة أم انني أغني نشازاً خارج سرب الوز الذي يتفنن بالهز!!.. أخبروني إن كنت أنا الغيورة على مصر أكثر من وزارة الثقافة والفنون المصرية التي استحدثت هذه المسابقة المتوسلة للخصور النحيلة المرنة، التي تخايلت وتمايلت بملابس عارية أمام عيون حكام تمحصت في الحركة واللفتة والغمزة، وأعلنت الفائزة بالمركز الأول عن جدارة من المجر والثانية روسية والثالثة كورية ولتتوالى باقي الجنسيات الغربية في باقي المراكز، دون أن يكون لصاحبات الجنسية المصرية اللائي من المفترض أن يكنّ خليفات (جمال وكاريوكا) أي مركز يذكر يجعل من هذه المسابقة مصرية الفحوى والمحتوى!!.. هل يجوز أن يكون هذا اهتمام المسؤولين في تنشيط السياحة في مصر التي لاتحتاج إلى هز الوسط وإنما لتشغيل العقل في التعريف بقاهرة المعز وضواحيها ومحافظاتها، وبما يجعلنا نفخر بمصر العربية المسلمة التي تطغى عليها الأعراف وانها بلد حمشة وحشمة؟!.. فإلى متى يمكن أن نربط السياحة والصيف بالمايوهات والتفسخ والملاهي الليلية والشواطئ المختلطة والأغاني واستباحة ما يمكن فعله في الليل وتحريمه في النهار وربما تجريمه؟!..هل هذه هي ثقافتنا التي نطحن ونعجن بأنفسنا لتحيا من جديد، وأصبحت الشغل الشاغل وكأن آخر همنا هو أن تظهر خليفة لفيفي عبده أو شبيهة للوسي أو غريبة الأطوار مثل دينا؟!!.. حنانيكم والله فما عاد هذا القلب يتحمل الكثير من طيشكم ومراهقتكم التي تبدو متأخرة جداً عن سنها!!.. ولقد استغربت أن يسألني قارئ يدعى (عيسى) لماذا لا تقدمين الحلول المثلى لما تشكين منه وأن علي أن اذكر الزعماء العرب بأمثال الفاتح وصلاح الدين الأيوبي وغيرهما، ممن يـُرفع لذكرهم الجبين، وليس كما هو الحال في ذكر بعض الرؤساء العرب ممن يـُندى لأفعالهم الجبين؟!..فأي حلول يا (عيسى) وأي فاتح وأي أيوبي وسط هذا الجو الذي لا صوت فيه حتى الأمس غير صوت الطبلة والدف؟!.. أي حلول يا أخي والعالم لا شغل له الآن سوى متابعة طرفي النهائي المرتقب لكأس العالم، بينما من يجب أن يلتفت له الجيران المصريون هو ذاك القطاع الفلسطيني المحاصر الذي تتحكم القاهرة بأحد أهم منافذ الحياة له، وللأسف يكاد هذا المنفذ يـُعدم على يد جدار العزل والفصل المصري الذي ينتظر أحدهم (لافتتاحه) وإعلان إعدام فرص النجاة لشعب غزة؟!..ثم من أنا يا أيها الفاضل لأقدم لحكومات العرب حلولاً إن كنت في نظرهم متمردة تقوض التخدير الذي يفرضونه على الشعوب العربية، كما انني متواضعة الفكر ولست دبلوماسية في ترجمة هذا الفكر إلى الاتجاه للقول عن الأسود أبيض وعن الأحمر ورديا كاذبا..آسفة لست فنانة في هذا المجال كما إنني لست من المتعطشين لامتلاك جواز دبلوماسي يجنب صاحبه القيل والقال ويطهره من خطايا البشر.. وبالعربي لست مؤهلة لكل هذه المتاعب...إممممممم لا يبدو انني أستسيغ تجارة الرقص الرخيص ولا تقلد مناصب رفيعة.. دعوني هكذا أنوح من منبري كنوح الحمام يسمعه المارة ويقتاده صياد!!. فاصلة أخيرة: مسكينة أنا.. أنا..أنا.. ولا أحد غيري!.. هكذا تبدأ الأنانية والخطوة الأولى للتجرد من العروبة!.