10 سبتمبر 2025
تسجيلكم هي مرة هذه الحياة عند ما تتعرض للظلم والخيانة من ذوى القربى ويخذلك من تتوقع منه نصرة الحق وتربطك به علاقة نسب وتجمعك معه رابطة الدين والتاريخ المشترك والمصير الواحد، فعند المصائب تظهر معادن الشعوب، وحكمة القادة في الوقوف مع الحق الذي هو فرض وليس واجبا فقط، فقد تحمل الشعب الفلسطيني من الكوارث والمحن والمصائب؛ خاصة أبناء غزة ما تعجز عن حمله الجبال فمن نكبة إلى نكسة إلى إبادة القرن الحادي والعشرين. في يوم 15 مايو من كل عام تحيي الشعوب العربية ومعها الشرفاء واحرار العالم قاطبة ذكرى النكبة التي تعرض فيها الأشقاء في فلسطين المحتلة للابادة الجماعية والتهجير والتطهير العرقي من العصابات الصهيوينة التي مكنها الاستعمار البريطاني الذي جلب تلك المجرمين من مختلف دول العالم، وذلك لإقامة دولة لهذا الكيان السرطاني الغاصب في قلب الوطن العربي أرض الرباط، حيث (القدس الشريف والمسجد الأقصى مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)، ومن اشهر هذه العصابات اليهودية التي ارتكبت ابشع المذابح بحق الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ (الهاغانا، وهاشومير، الأرجون وشترن). ومن أكبر هذه المجازر التي وقعت في عام النكبة، دير ياسين شرق القدس والتي استشهد فيها أكثر من300 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، وكذلك مجزرة قرية الطنطورة جنوب مدينة حيفا؛ والاهم من ذلك كله هو ما تعرض له أبناء منطقة الدوايمة من قتل وتهجير قسري التي بقيت لفترة طويلة طي الكتمان. ومن المفارقات العجيبة وبسبب المعايير المزدوجة في هذا العالم حصول رئيس عصابة الارجون مناحيم بيجن الذي كان رئيسا لوزراء إسرائيل على جائزة نوبل للسلام بالمناصفة والشراكة مع الرئيس المصري أنور السادات في عام 1979 في اعقاب اتفاقية كامب ديفد. والهدف من هذه الذكرى الحزينة هو تذكير العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من قتل ممنهج من دولة إسرائيل التي تحظى بحماية الحكومات الامبريالية الاستعمارية الغربية وتقدم لها الأموال والسلاح وتشجعها على القتل الهمجي للأبرياء من الشعب الفلسطيني صاحب الأرض؛ وفي مقدمة هذه الحكومات؛ بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، كما تهدف هذه الذكرى إلى تحقيق حلم العودة إلى الديار التي هجروا منها بالقوة، فكل فلسطيني بقى على قيد الحياة من تلك المذابح يحمل مفتاح منزله ثم يسلمه إلى أبنائه، وذلك لتذكير الأجيال الفلسطينية في المخيمات والشتات بهذا الحق الأصيل الذي أصبح أقرب للواقع ويمكن تحقيقه بالجهاد المقدس بعد طوفان الأقصى المبارك الذي قاده بحكمة واقتدار المجاهد يحيى السنور رئيس منظمة حماس في غزة الصامدة التي خذلها الاشقاء والاخوة من الامتين العربية والاسلامية؛ إلا من رحم ربي. فقد أصبح حقيقة حلم العودة إلى أرض فلسطين التاريخية التي تعرضت للتقسيم من خلال القرار الاممي رقم 181 والذي تمثل باعترف الأمم المتحدة بدولة اسمها إسرائيل على ارض ليست لها، قاب قوسين وادنى أكثر من أي وقت مضى. وفي صحوة للضمير العالمي اعترفت الأسبوع الماضي 143 دولة بأحقية فلسطين للحصول على عضوية الأمم المتحدة، وذلك كثمرة من ثمار الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني؛ وكذلك إنجازات المقاومة الشجاعة في غزة الأبية. على الرغم من اعتراض أمريكا ومعها أذنابها من التابعين لها وعددهم لا يتجاوز 7 من ممثلي بعض الدول الهامشية من بينهم بالطبع دولة الكيان الصهيوني الذي مزق مندوبها ميثاق الأمم المتحدة قبيل التصويت على منح فلسطين العضوية. يبدو لي أن عصر الخيانات وصنع المؤمرات والارتباط بالانظمة الغربية ومخططها الاستعماري قد ذهب بلا عودة، فالغرب الاستعماري حرص على أمن إسرائيل بأي ثمن وذلك من خلال الاتفاقيات السرية التي تجعل من الأنظمة العربية الحاكمة تستمر في الحكم مقابل حماية إسرائيل من الزوال، وذلك من خلال إدارة ظهرها للمقاومة ومحاربة المناضلين ومحاصرتهم؛ ولعلنا تابعنا في بداية هذه المعركة وتحديدا في أكتوبر الماضي كيف توافدت القيادات الغربية على فلسطين المحتلة مستنكرة قيام المقاومة الفلسطينية باختراق دفاعات الجيش الصهيوني والوصول إلى العمق الإسرائيلي بنجاح منقطع النظير على الرغم من الحصار الجائر على قطاع غزة من العدو والصديق معا، فقد حضر جميع رؤساء الحكومات الغربية مجلس الحرب في تل أبيب تباعا، وذلك للتحضير للإبادة الجماعية في غزة بنفس الطريقة التي مارست فيها المانيا النازية إبادة اليهود. حان الوقت للعرب ان يستيقظوا من سباتهم شعوبا وحكومات للوقوف صفا واحدا مع غزة لوقف المجازر والابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، فالتاريخ لا يرحم من قصر بواجبه تجاه المظلومين، فالعالم بأسره ينتفض لمناصرة غزة، بينما نحن نتفرج على واحدة من أكبر النكبات التي يشهدها كوكبنا عبر التاريخ.