03 أكتوبر 2025
تسجيلبصراحة تنعم بلادنا بكثير من الشباب والفتيات المبدعين والمبدعات في كثير من المجالات، ولكن الغريب هو اختفاء هؤلاء المبدعين بصورة سريعة كذوبان الملح في الماء ولا نجد لهم بروزا يعود بالمنفعة على الوطن ولا على أنفسهم ولا نعرف ما هو السبب؟ فلنتساءل معاً ونبحث عن ذلك … فقد يكون السبب أن يكون هناك مبدع كدكتور ممتاز أو مهندس عبقري أو باحث متمكن أو… غيره من تلك الأسماء التي يجب أن يظل لها وجود في البلد وأن تخدم المجال الذي تكون فيه بكل طاقتها، تجد الواحد منهم يقيد بوظيفة حكومية معينة لا ترضي ميوله وإبداعاته ولا يستطيع أن يمارس من خلالها كل طموحاته، فيبدأ الصدام بينه وبين مسؤوليه ورؤسائه وبحكم وجود الأنانية لدى بعض الرؤساء فهم يقتلون طموحه ولا يساعدونه على البروز، لان من شأن ذلك تحطيمهم ولا يفكرون بمصلحة البلد، فتخرج التقارير السلبية المكيدة عنه حتى يصل به الأمر اخيرا أن يركن على الرف بدرجة خبير.. نوع آخر من هؤلاء المبدعين، من يرى الصورة بالعكس. حيث يقول بما أنني متمكن من مهنتي وراتب العمل الحكومي ولا شيء بالنسبة لإمكاناتي وعبقريتي إذن لماذا لا أنفصل بنفسي بعمل خاص يرضيني وأرى نتيجته واضحة أمامي أكسب منها عشرات الألوف، فذلك خير من الراتب المحدود وبذلك نخسر أيضا إحدى الطاقات. مثال آخر.. تجده يكدح ويضع كل طاقته في عمله ويعطي النتائج والحقائق والبراهين ويرتفع معدل العمل في وجوده.. وفي لحظه تجد استقدام شخص آخر أجنبي يقيمه ويحصل على عشرة أضعاف راتبه وقد يكون هو أفضل منه، ولكن تبقى العقدة القديمة موجودة لدى البعض فينتهي هذا الشاب الذي كان يعمل كالساعة بكل جد وإخلاص بسبب التقييم الخاطئ والغيرة لديه من شكل راتبه بالنسبة إلى راتب الشخص الأجنبي الموثوق به. الأمثلة كثيرة حول المبدعين ولكن ما هو الحل؟ الحل الذي يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها في رأيي هو أنه آن الأوان لأن تكون هناك ثقة أكثر في أبناء البلد وأن تقوم الدولة بالرعاية التامة لكل شخص مبدع ومتمكن حتى لا نضيع على الوطن مثل تلك الفرص من أبنائه المتمكنين والذين يصبحون لا حول ولاقوة لهم بسبب شخص أناني لا يريد الخير لبلده.