11 سبتمبر 2025

تسجيل

قوة دافعة تحركنا للأمام

20 مايو 2012

قال تعالى "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِكُم وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السَمَاوَاتِ وَالأرْضِ أعِدتْ للمُتَقِين) صدق الله العظيم، ان الآية الكريمة دليل واضح على تشجيع الله جل جلاله للمسلم على ان يتسابق لحوز جنات النعيم، جعل الله الآية كالمرآة نرى فيها الجنة وعرضها، وما نيل الجنة بصعب بل أسهل مما نتخيله فقط بالاستغفار وترك الصفات الذميمة وتبديلها بصفات طيبة وحسنة ثم الالحاح بالدعاء (اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها)، وما ذلك على الله ببعيد بل هو سهل ان يكتبها لك ان كنت ممن فعلاً يتسابق لها، أرايتم التشجيع القرآني كيف جاء، وكم منا من يفرح بعملٍ صغير ويستشعر سعادته الداخلية وانه قد تقرب الى الله بحسنة واحدة ويسأل الله في علاه ان يتقبله منه، اصبحنا نفقد التشجيع في حياتنا اليومية، وما قابله من (تحطيم وكسر للمجاديف كما يقولون). بداية ماهو التشجيع؟ هو شحن كهربائي يُكهرب به الانسان دون ان يشعر، ثم تجد اثره في تصرفات ذلك الشخص. كم جميل ان تقوم بتشجيع شاب يدندن ويغني ليل نهار وتقول (ان صوته بغاية الجمال ولو كان يرتل به القرآن لكان اعظم — كما روي هذا القول في بعض الاحاديث) ثم تجد ان التشجيع قد لمس قلبه، ويحاول ان يبدل الغناء بالقرآن، من هنا تجد انه بدأ يتبع طريقا يجعل ميزانه ثقيلاً، ومنها تأخذ اجر ما قمت به، اليس طيبا هذا النوع من التشجيع، للأسف اننا اصبحنا نجازي الخطأ بكلمات اقوى ونفقد معاني التشجيع مما ادى الى ضياع اكثرنا في عالمٍ مليء بالشهوات والاخطاء، فكلنا نعلم انه يجب تغيير الخطأ الى الصواب ولكن بطريقة طيبة مقبولة وليست اجبارية، حتى يتقبلها الجميع، والافضل ان تكون بعيدة كل البعد عن الاوامر لاننا لا نحب الاوامر ونتمادى تحت ظل الاخطاء التي لن تنفعنا بل ستضرنا يوماً بعد يوم. لنرى كم التشجيع مهم في مجال العمل (لو وجدنا مسؤلاً واحداً يقوم بتشجيع موظف على ادائه الممتاز لقمنا بمنافسته، بالرغم انه لم يعط للموظف مالاً او درجة بل فقط قام بشكره وتشجيعه ببعض الكلمات الطيبة)، من هنا نتيقن حق اليقين ان المرء ان وجد التشجيع بعبارة اطراء، او بكتاب رسمي من جهة عمله، او شهادة ورقية تسمي (شهادة تقدير) لقتل المرء نفسه لينتج ما بطاقته، ولكن هل نرى بين مديرينا او مسوؤلي العمل هذا النوع من التشجيع (نجد فقط كسر المجاديف والكره على العمل)، بالرغم من ان عطاءك للعمل هو افضل عطاء، وهم يعلمون ذلك لكن (مربوطة هي السنتهم وافواههم بالاعتراف بنجاحك وعطائك). ان شذى التشجيع وعبيره يجب ان يتجه ويُقصد به الكبير والصغير، حينما نرى تأثيره على الكبار فكيف بالصغار وفرحتهم باطيب كلمة، لما لا نشجع اطفالنا على حفظ القرآن الكريم وهو افضل انواع التشجيع، وبه ستجدهم يقومون بتقديم الحماس القوي من اجل الوصول للغاية التي تريد منهم تحقيقها (وهل هناك غاية افضل من حفظ كتاب الله تعالى). نحن حينما نزرع شجرة نحاول جاهدين ان نسقيها حتى لا تموت بسبب اهمالنا لها، وهكذا يكون التشجيع بيننا وبين كل من نحب، يجب ان نرى احبابنا على قمم النجاح، وان نستشعر ان وصولهم هو وصول لنا، اننا ان قمنا بغرس ثمار التشجيع سنجني اروع الثمار وألذها.