18 سبتمبر 2025

تسجيل

عيدكم مبارك

20 أبريل 2023

عيدكم فرح وسعادة، عيدكم أجر ومثوبة، عيدكم فوز ومكافأة على التوفيق لصيام رمضان وقيامه والاجتهاد في الطاعات والتزوُّد من جميل الخصال في شهر القرآن. فيوم العيد يجب فيه الفرح والابتهاج والاحتفال بالعيد؛ فهذا من مظاهر السرور وشعيرة من شعائر ديننا الحنيف، فيجب على المسلمين إظهار السرور والفرح يوم العيد؛ فقد شرع الله لنا العيد لنفرح بتمام فريضة الصيام وإدراك رمضان والاستمتاع بصيامه وقيامه. يبدأ يوم العيد بالصلاة، ويُعدُّ حضور صلاة العيد من شعائر الإسلام المهمَّة التي يجب المحافظة عليها؛ لأنها من السنن المؤكدة عن النبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فقد كان يحافظ عليها رسولنا الكريم - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وأصحابه من بعده؛ لما فيها من اجتماع المسلمين وظهور قوتهم وزيادة المحبة والود فيما بينهم؛ لذلك ينبغي لنا جميعًا الاهتمام بحضور صلاة العيد، الكبير والصغير والنساء والفتيات. فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا» (صحيح مُسلم). وكذلك من صور الاحتفال والفرح بالعيد لبس أفضل الثياب وأبهاها، والسُّنَّة أن يلبس الجديد إن أمكن له ويتعطر بأحسن الطيب اقتداءً بنبينا الكريم - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - وسلفنا الصالح من بعده. وتُستحب التوسعة على الأهل في النفقات للاستمتاع بالعيد، وكذلك إدخال السرور على الأسرة والأولاد، وخاصَّةٍ الأطفال، وتجديد صلة الرحم ونبذ الخلاف وإنهاء الخصومات وتفقُّد الأقارب والمحتاجين في أيام العيد وزيارة المرضى منهم، فكل ذلك ممَّا يجعل العيد أجمل لتعمَّ السعادة والفرح وينتشر الود والمحبة في هذا اليوم المبارك. وكذلك رخَّص رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في إظهار السرور والمرح والغناء واللعب وسائر مظاهر الاحتفال المباحة. والدليل على ذلك ما رُوِي عن عائشة – رَضِي اللهُ عنها – أنها قالت إن أبا بكر دخل عليها والنبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - عندها في يوم فطر أو أضحى، وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؟ فقال النبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «دَعْهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم» (رواه البخاريُّ ومُسلمٌ). وهذا يدلُّ على يُسر هذا الدين وسماحته، فقد شرع لأتباعه الاحتفال بأعيادهم والفرح بها على طبيعتهم وسجيَّتهم دون التضييق عليهم، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات من الأعمال، والحمد لله على نعمة التمام. عيد فطر مبارك على جميع المسلمين في كل مكان.