08 أكتوبر 2025

تسجيل

رمضان في ظل كورونا

20 أبريل 2020

نقف على مشارفِ أفضل شهرٍ في السنة..شهر الصيام و القيام و نزول القرآن..والأعمال الصالحة فيه مضاعفة بالأجر و الثواب.. لأول مرة في تاريخنا المعاصرة سنشهد إن شاء الله شهر رمضان بشكل مختلف وقد لا يتكرر مثله في حياتنا.. بدون صلوات بالمساجد..ولا تراويح وقيام..ولا أدعية من الإمام وبكاء للمصلين...ولا اعتكاف...ولا روحانية.. ولا نور يعم أركان المساجد وينشر عبق النفحات الرمضانية في الضواحي وبين جدران الأزقة والحارات وتتعلق بتلك الروحانية كل القلوب المؤمنة...ولا فرح الأصدقاء بتجمعهم في مساجدهم.. ولا تبادل للتهاني بالشكل الشخصي القريب لا المجازي البعيد..لقدوم هذا الشهر المجيد.. ولن تكون هناك زيارات موسعة للأهل والأصدقاء.. ولا اجتماعات وعزائم كبيرة.. ولا...ولا... كل هذا وغيره سوف يتغير علينا بسبب هذا الوباء.. ماذا نفعل...؟ !. هل نحزن...؟!. كلا ولا.. لأن لدينا البدائل التي تعطينا في هذا الشهر الكريم نفس الأجر ونفس الثواب، فصلاة الجمعة والجماعات و صلة الأرحام ومحبة الآخرين في الله وغيرها من الأعمال الصالحة..ستكون بإذن الله وكأننا نؤديها كما كنا سابقًا و زيادة عليها بالأجر لصبرنا واحتسابنا..حسب نياتنا. وكذلك على الرغم من كوننا في قمّة الألم..فإن لدينا بشارة عظيمة من حديث نبي الرحمة ﷺ "..أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ.. ". الراوي: عائشة أم المؤمنين،المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري. تخيّل أن مجرد جلوسك في بيتك تقي نفسك و لا تعرضها للتهلكة يساوي أجر الشهيد الذي يبذل نفسه و ماله في سبيل ﷲ... سبحان ربّنا ما أرحمه ينظر إلى قلوبنا، ويجازينا بنيّاتنا.. آن لنا أن نستشعر نعمة الأمان و العافية شاكرين مطيعين لربنا.. فسنصوم في بيوتنا بإذن الله مطمئنين، آنسين بأهلينا وأولادنا... يا حبذا لو نخصص غرفة معينة في البيت نقيم فيها صلاة الجماعة و الاعتكاف، و المرابطة بين الصلوات. لنجعل بيوتنا منارة للمنافسة الشريفة بالعبادة والحث على الأعمال الصالحة و قراءة القرآن حتى ترجع البركة و المودة و الأُنس إليها.. لا نضيع أوقاتنا في أيام الشهر المعدودات بالتفكير بالترفيه الخارجي والزيارات المطولة بين الأهل والأصدقاء ونحن في أمس الحاجة للاعتكاف وقد جاء إلينا دون مجهود فقط المطلوب منا أن ننوي ذلك وأن ننشغل بالعبادة والاستغفار... وكذلك أن لا ننسى في هذا الشهر الكريم الفقراء و أصحاب الحاجة من حولنا فالأقربون أولى بالمعروف.. بلغني ﷲ و إياكم شهر رمضان في صحة وعافية و طاعة و أمان. ليكن رمضان هذه السنة أفضل وأروع رمضان مرّ علينا.. [email protected]